“فى يوم من الايام نزل على الكعبة عدد من الملائكة .. فقابلتهم الكعبة بالود والترحاب ..وأكرمتهم .. ثم لاحظت أنهم يحملون معهم سلاسل غلاظا .سألتهم :-ماهذه السلاسل؟قال الملائكة :"جئنا بهذه السلاسل لنجرك الى يوم الحشر "-تعجبت الكعبة وقالت :"لن اذهب "!قال الملائكة :"ناخذك الى الجنة فكيف لاتذهبين؟!قالت الكعبة :"لن اذهب الا ومعى احبابى ".سألوا :"من احبابك يا كعبة ؟"أجابتهم :"كل مظلوم من اهل الارض..انتظروا فأعلمكم بهم فتذهبون اليهم وتأتون بهم فأذهب بصحبتهم الى الجنة ..ولا حاجة لجرى بالسلاسل الغلاظ فاصحابى كثر ..سيحملوننى وادلهم على الطريق .راحت الكعبة تسمى أحبابها ..مر مائة عام والكعبة تحصى والملائكة ينتظرون ..ثم مر ألف عام والكعبة تحصى وهم ينتظرون ثم ..”
“تنتظر حتى يهبط الليل و يأوى اهل الدار الى فراشهم فتسرج القنديل و تقرأ فيتسع السجن,رويدا رويدا يتسع ثم تتبدد قضبانه فى ضوء شمس تسطع من الكتاب و عقلها.”
“كأن الايام دهاليز شحيحه الضوء كابيه يقودك الواحد منها الى الاخر فتنقاد ، لا تنتظر شيئا ....تمضى وحيدا...وببطء ...يلازمك ذلك الفأر الذى يقرض خيوط عمرك ...تواصل لا فرح ، لا حزن ، لا سخط ؛ لا سكينه ، لا دهشه ، أو أنتباه ، ثم فجاءه و على غير توقع تبصر ضوءا ،، تكذبه ...ثم لا تكذب ، وقد خرجت الى المدى المفتوح ترى و جه ربك و الشمس و الهواء . من حولك الناس و الاصوات متداخله .... اليفه تتواصل بالكلام و الضحك ، ثم تتسائل هل كان حلما أو وهما ؟؟ ، أين ذهب رنين الاصوات و المدى المفتوح على أمل يتقد كقرص الشمس فى وضح النهار ؟؟؟......تتسائل و أنت تمضى فى دهليزك من جديد ”
“صرَو زادهم ووأوراقهم ومفاتيح بيوتهم وحملوها كما حملو العيال, ثم انحدروا هابطين من الجبل. لم يودعوا الزيتون ولا اقتربوا من الحقول, فمن يملك قلبا مدرَعا ليحدق في جدع زيتونة غرس شتلتها ورعها وكبرها ورأى عقد الثمار عليها عاما بعد عام. تهربوا من الزيتون, وغادرو في صمت وبلا سلام, وحين فاجأهم على الطريق النخيل, جفلوا وغضَوا الطرف وتشاغلوا بعيالهم.”
“يمنح الرجل نطفه ...ثم ثانيه ...ثم ثالثه ...يثبت كل منها في ذات الرحم لتنمو بلا حرج في حيزها المغلق ...ثم تخرج الى الدنيا الواسعه ...كل منها لاتشبه إلا نفسها شكلا وروحا ...غريب !”
“علاقتي به أفسدت عشرينياتي. عام طرنا فيه، ثم عامان كنت فيهما كالمطوقة أتخبط بدون جرذ طيب يقرض لي الشباك، أعقبتها أعوام من الارتباك و المرارة و التقوقع خوفا من وقوع جديد.”
“فى يوم 21 فبراير عام 1946م انطلقت مظاهرة كبرى ضد الإحتلال الإنجليزى من 40000 شخص سقط منهم 23 قتيلاً و 122 جريحاً فى ميدان الإسماعيلية (التحرير حالياً) ...”