“بالعلم والادارة يكون التقدم . وبالشعارات والايدولوجيات يكون البعد عن طريق التقدم. والعلم والادارة هما القاطرتان اللتان أخذتا مجتمعات مثل اليابان وتايوان وسنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية لآفاق التقدم العليا التي بلغتها هذه المجتمعات . والعلم والادارة انسانيان من الألف للياء . بمعنى انهما لا دين ولا قومية لهما . والعلم والادارة هما زبدة وخلاصة مسيرة الانسانية . ولاتوجد حالة تقدم واحدة على ظهر الكرة الأرضية اليوم بسبب آخر غير العلم والادارة.”
“أنا على ثقة أن المجتمعات الإسلامية ستشهد مارتن لوثر وكالفن الإسلام (وربما أكثر من مارتن لوثروأكثر من كالفن) ، وأن صراعا مريرا سيستمر لسنوات وعقود قبل أن تصل هذه المجتمعات الإسلامية للحالة الصحية والتى تسمح بإنطلاق وإبداع العقل الإنساني ، وهى الحالة التى بدونها لا يمكن حدوث التقدم واللحاق بمسيرة التقدم الإنسانية ... فثقافة الطاعة والتقليد والإتباع التى يروج لها كثير من الإسلاميين بوجه عام والحنابلة وأتباع إبن تيمية وإبن قيم الجوزية والدعوة الوهابية بوجه خاص لا يمكن أن تفرز العقل صانع التقدم ... والدليل الأوضح هو حالتنا الراهنة : فحتي أغني المجتمعات الإسلامية تعيش عالة على تجليات العقل الغربي الذى حرر نفسه منذ أكثر من أربعة قرون من ربقة عبودية العقل الإنساني للسلف والتقليد والإتباع والطاعة.”
“إن الإيمان الحقيقي بقيم التقدم لا يكون حقيقيا وجديرا بالإحترام ما لم يعلنه المؤمنون به فى ظل ظرف تاريخي محبط كالظرف التاريخي الذى خلفه حكام مجرمون مثل بن علي وحسني مبارك والقذافي وعبدالله صالح (وقد سقطوا) وبشار الأسد (وهو سيسقط لا محالة خلال هذا العام الجديد) .... وأن يعملوا من الآن على إسترداد عقل وقلب الوطن من دعاة الماضي وخصوم العلم والتقدم والحريات والمعاصرة”
“النساء هن نصف المجتمع عدديا وأمهات ومربيات النصف الآخر ... وعليه ، فإنه مالم تصبح تتقدم وتتحدث (من الحداثة) المرأة ، فستبقي مجتمعاتنا (كما هى اليوم) عالة على البشرية فى سائر مجالات العلوم والإبتكارات . ودليلي على صواب هذا القول هو أنه لا يوجد شعب واحد على سطح الأرض له إسهامات فى مسيرة التقدم العلمي إلا الشعوب التى تساوت فيها المرأة مع الرجل فى الحقوق والمكانة . أما الشعوب الأخري التى بقت مجتمعاتها ذكورية (ككل الشعوب العربية) فهى محض مستورد لتجليات العلم لا صانعة لها ، وهو عار لا يشعر به من جبلوا على "شراء" لا " صنع" الحياة ... وفى مقدمة هؤلاء من جعلتهم الثروة التى هطلت عليهم (بعد قرون من شظف العيش مع النوق والماعز وبيوت الشعر وتلال الرمال) يظنون أنهم قد إرتقوا ، وهم أبعد ما يكونون عن فهم معني الإرتقاء.”
“عندما يطالب الرجل النساء بالإلتحاف بالملابس المغطية لهن ، فإنه يكون فى حالة إعتراف بأنه ذئب متوحش يقول : غطوا النساء تماما لأنني وحش لا يمكنه أن يري الفريسة دون أن تراوده نفسه بإلتهامها !! وهي حالة عقلية وثقافية بالغة الإنحطاط والدونية !!! فعوضا عن يكون الرجل "كائنا راقيا" ، فإنه يقر ويعترف بأنه كالكلب الذى يفقد مقاومته على كبح جماح نفسه كلما رأي لحما غير مغطي ... وهذه هى نفس مفردات مفتي أستراليا منذ بضعة سنين .”
“يتحدثون بحماس عن حقهم فى إنشاء دور عبادة لأبناء وبنات دينهم فى أي وكل مكان على سطح الكرة الأرضية ، ولكن الدولة التى تضم أقدس مقدساتهم لا يوجد بها (وغير مسموح) دور عبادة لأي دين أو معتقد أو طائفة أخري !!! وعندما يقرر الشعب السويسري (من خلال إقتراع عام) أنه رغم السماح لهم بإنشاء دور عبادة جديدة ولكن بدون مآذن ، يغلي الدم فى عروقهم ويفور بركان غضبهم وتنطلق كالجحيم صراخاتهم ! وكأنهم نسوا أن كبري بلدانهم لا تسمح بكنيسة واحدة للمسيحيين أو معبد لليهود أو للبوذيين أو للبهائيين !”
“لولا ظهور رجلين مثل مارتن لوثر وكالفن وما أحدثاه من هزة لقواعد سلطان رجال الدين لما كانت تلك المجتمعات قد تمكنت من الخروج من الدائرة المغلقة لسلطان المؤسسات الدينية . وكما يحلو لي أن لأصف ما حدث باللهجة المصرية ، فإن رجال الدين والمؤسسات الدينية بعدما أعطوا "العقل العلمي" أكثر من ضربة موجعة "أي علقة بالمصريأو قتلة بالسورية ) ، فإن التقدم العلمي والفكري مكن (بفتح الميم وتسكين الكاف) قادة الرأي العام فى تلك المجتمعات من أن يعطوا هم رجال الدين والمؤسسات الدينية "علقة تاريخية" ، فأصبح هؤلاء ملتزمين بأن مجال نفوذهم هو الجانب الروحي ، أما إدارة المجتمع فإنها ليست مجالهم .”