“كان الناس قد أفاقوا من صدمة الحريق(حريق القاهرة لأن أحداث الرواية تدور فى هذا الوقت) ورفعوا الرءوس فى خوف أول الأمر وبدءوا يتهامسون بالشائعات ثم علا الهمس حين تحققت بعض الشائعات وأصبحت حديثا يقال وعرف الناس من الحارق ومن الضارب والناس حين يحددون أعداءهم لا يترددون وبدأوا يسخرون وأنطلقت النكات بادءه برأس الرمح ووزرائه ولم تترك حتى الذيول وشدد الأعداء من قبضتهم ليغلقوا الأفواه ولكن كانت السخرية قد أضاعت رهبتهم وهونت من شأنهم فقابل الناس الضغط باحساسهم أن لابد من التقدم خطوات أخرى وشعر الأعداء بالخطر وانهالت ضرباتهم هوجاء ومع كل ضربة يزداد تجمع الناس ويتعلمون ويلتفون حول المضروبين فيخاف الضاربون ويزداد البطش فتقترب النهاية....”
“وخيل لحمزة أن نظرته الى الناس تغيرت بل لابد انها تغيرت ولابد انه كان مخطئا الى حد ما فى استيعابه للجماعة البشرية كان يؤمن ان الناس تتطور ولكنه يدرك الآن أنه كان يرى ذلك بطريقة آلية ان فهمه للناس كان شيئا كهذا:المجتمع يكون كسرا اعتياديا له مقام بالملايين وبسط يعد بالآحاد أو العشرات وأن المجتمع يتطور بتناقص البسط مع المقام كل اضافة للبسط على حساب المقام وكل اضافة للمقام تنتزع انتزاعا من البسط وأن الأنسانية ستظل فى عذاب وحروب حتى يطاح بالملوك والأبسطة وتتحرر المقامات وتصل البشرية الى مجتمع الواحد الصحيح أنه يدرك الآن أن فهمه ذاك كان ناقصا ان الناس ليسوا أرقاما ولارادتهم ولعواطفهم دخل فى تطورهم المحتوم....ان الناس ليسوا أحاد وعشرات لا تملك الا ان تتكاثر وتتناقص وتصنع التاريخ بحركتها ولكن الناس زهرات الحياة اليانعات فيهم أرق مابدعته الحياة من احساس وأثمن ماأستطاع التاريخ أن يضفيه على البشر من عواطف وأن الأنسان يمضى فى الحياة وحوله هالة من أحاسيسه وعواطفه وأفكاره لها قدسيتها ولها هى الآخرى قوانين ووجود”
“أرواح الناس كانت تخطئ الطريق في الأزمنة القديمة، حين يظنون أن العقل كافٍ لمعرفة الحقيقة، من دون خلاصٍ يأتيهم من السماء.”
“ماذا كان حامد هذا قد فعل ليتجمعوا حوله بتلك الطريقه المذهله ؟وهل لأنه قتل فرنسيا انتقاما لمصرع زميله الفلاح يرفعونه الى درجة كبيره من التقديس !!أم لأنه تحرك في وقت كانت الناس في حاجه لأن ترى فيه واحدا يتحرك كي تنطلق من عقالها وتندفع في كل أتجاه ؟”
“لكن أرواح الناس تخطئ الطريق في الأزمنة القديمة، حين يظنون أن العقل كافٍ لمعرفة الحقيقة من دون خلاصٍ يأتيهم من السماء.”
“لا أدري لحساب من ينشر بعض الجاهلين أن سيد الدعاة يأخذ الناس على غرة من غير دعوة ولا بلاغ، وأن الدعوة كانت في مرحلة موقوتة ثم اختفت؟؟ما يبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه..!”
“الله لا يخلق الشر.. ولا يفعله.. ولا يرضى به، الله كله خير ومحبة. لكن أرواح الناس كانت تخطئ الطريق في الأزمنة القديمة، حين يظنون أن العقل كافٍ لمعرفة الحقيقة، من دون خلاصٍ يأتيهم من السماء.”