“فرقة الإمامية الاثنا عشرية تقدم لجيل الإسلام الأول و عصره صورة مشوهة كريهة لا تبعث في النفوس اليأس من مصير الجهود الإسلامية و التربوية فحسب ، بل إنها تبعث اليأس من صلاحية الإنسانية جمعاء و مصيرها و مستقبلها”
“و لكن محمدا, صلى الله عليه و سلم, لم يبعث لينسخ باطلا بباطل, و يبدل عدوانا بعدوان, و يحرم شيئا في مكان و يحله في مكان آخر, ويبدل أثرة أمة بأثرة أمة أخرى, لم يبعث زعيما وطنيا أو قائدا سياسيا, يجر النار إلى قرصه و يصغي الإناء إلى شقه, و يخرج الناس من حكم الفرس و الرومان إلى حكم عدنان و قحطان.”
“إن علة العالم الإسلامي اليوم هو الرضا بالحياة الدنيا و الاطمئنان بها، و الارتياح إلى الأوضاع الفاسدة و الهدوء الزائد في الحياة. فلا يقلقه فساد، و لا يزعجه انحراف، و لا يهيجه منكر، و لا يهمه غير مسائل الطعام.”
“أمران لا يحدد لهما وقت بدقة ، النوم فى حياة الفرد ، و الإنحطاط فى حياة الأمة . فلا بشعر يهما إلا إذا غليا و استوليا”
“قال رسول الله صلي الله عليه و سلم : أتاكم أهل اليمن ، هم أرق أفئدة و ألين قلوباً ، الايمان يمان ، و الحكمة يمانية رواه البخاري”
“بالله قولوا لي: ماهي رسالة القومية العربية للإنسانية، وأي خير للإنسانية جمعاء في قومية من القومياتـ قومية بقومية، جنسية بجنسية، ودم بدم، ومدينة بمدينة، إذا افتخرتم أنتم بالقومية العربية فهنالك مئات من الشعوب تفتخر بقوميتها، لا فضل قومية على قومية، ولافضل لحضارة بائدة على حضارة بائدة، إنما الفضل للرسالة الخالدة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم”
“أن المسلم لم يخلق ليندفع مع التيار ، ويساير الركب البشري حيث اتجه وسار ، بل خلق ليوجه العالم والمجتمع والمدينة ، ويفرض على البشرية اتجاهه ، ويملي عليها إرادته ، لأنه صاحب الرسالة وصاحب العلم اليقين . ولأنه المسؤول عن هذا العالم وسيره واتجاهه . فليس مقامه مقام التقليد والإتباع إن مقامه مقام الإمامة و القيادة ومقام الإرشاد والتوجيه . ومقام الآمر الناهي . وإذا تنكر له الزمام ، وعصاه المجتمع وانحرف عن الجادة ، لم يكن له أن يستسلم ويخضع ويضع أوزاره ويسالم الدهر ، بل عليه أن يثور عليه وينازله . ويظل في صراع معه وعراك ، حتى يقضي الله في أمره . إن الخضوع والاستكانة للأحوال القاسرة والأوضاع القاهرة ، ولاعتذار بالقضاء والقدر من شأن الضعفاء والأقزام . أما المؤمن القوي فهو بنفسه قضاء الله الغالب وقدره الذي لا يرد(4) . ”