“بإمكان الكائن البشري أن يتحمل العطش اسبوعاً والجوع أسبوعين , بإمكانه أن يقضي سنوات دون سقف , لكنه لايستطيع تحمّل الوحدة , لأنها أسوء أنواع العذاب والألم . كل هؤلاء الرجال الذين يتزاحمون على كسب ودها كانوا يتعذبون مثلها ويضنيهم هذا الشعور المدمّر هذا الشعور بأننا لانعني لأحد شيئاً على وجه الأرض .”
“بإمكان الكائن البشري أن يتحمل العطش اسبوعاً والجوع أسبوعين،بإمكانه أن يقضى سنوات دون سقف، لكنه لا يستطيع تحمل الوحدة ,لأنها أسوأ أنواع العذاب والألم...”
“أنت تسافر ولكنك لم تترك منزلك بعد ما دمنا معاً، وستظل على هذه الحال؛ فإلى جانبك شخص يعرفك، وهذا يمنعك حساً زائفاً من الألفة. آن الأوان لتتابع وحدك، وقد تجد الوحدة ثقيلة الوطأة وتفوق الاحتمال، ولكن سيزول هذا الشعور تدريجياً حين تبقى على تواصل مع الآخرين”
“هذا لأنك كسائر الناس على هذا الكوكب، آمنت أن الوقت كفيل بتعليمك التقرب إلى الله. لكن الوقت لا يعلم، كل ما يفعله هو مدنا بحس من الإعياء والتقدم في العمر. ”
“فأياً كنت، وأي شيء فعلت، فإنك عندما تريد شيئاً بالفعل، فهذا يعني أن هذه الرغبة قد ولدت في " النفس الكلية " ، وأنها رسالتك على الأرض " . "وعندما تريد شيئاً ما، فإن الكون بأسره يتضافر ليوفر لك تحقيق رغبتك.”
“لا أحد يفقد أحدآ , لانه لا أحد يفقد أحدآ , لانه لا أحد يمتلك أحدآ . هذه هى التجربة الحقيقة للحرية , أن نحظى بالشئ الأهم فى هذا الوجود دون أن نسعى الى امتلاكه ...”
“ثمة تاجر كبير، أرسل ابنه ليكتشف سر السعادة عند أكثر الرجال حكمة، مشى الولد أربعين يوماً في الصحراء، ووصل أخيرا أمام قصر جميل يقع على قمة جبل، وهناك كان يعيش الحكيم الذي يجدُّ في البحث عنه. فبدل أن يلتقي رجلاً مباركاً، فإن بطلنا داخل صالة تعج بنشاط كثيف: تجار يدخلون ويخرجون، وأناس يثرثرون، وفي إحدى الزوايا فرقة موسيقية صغيرة تعزف ألحاناً هادئة، وكان هناك مائدة محمّلة بمأكولات من أطيب وأشهى ما تنتج تلك البقعة من العالم. هذا هو الحكيم الذي يتحدث مع هذا وذلك، وكان على الشاب أن يصبر طيلة ساعتين حتى يأتي دوره. أصغى الحكيم إلى الشاب الذي كان شرح له دوافع زيارته، لكن الحكيم أجابه أن لا وقت لديه كي يكشف له سر السعادة، وطلب منه القيام بجولة في القصر ثم العودة لرؤيته بعد ساعتين. - أريد أن أطلب منك معروفاً ـ أضاف الحكيم وهو يعطي إلى الشاب ملعقة كان قد صب فيها قطرتين من الزيت - ، أمسك الملعقة بيدك طوال جولتك وحاول ألا ينسكب الزيت منها. أخذ الشاب يهبط، ويصعد سلالم القصر، مثبتاً عينيه دائماً على الملعقة، وبعد ساعتين عاد إلى حضرة الحكيم. - إذاً ـ سأل هذا، هل رأيت السجاد العجمي الموجود في صالة الطعام؟ هل رأيت الحديثة التي أمضى كبير الحدائقيين سنوات عشرة في تنظيمها؟ هل لاحظت أروقة مكتبتي الرائعة؟ كان على الشاب المرتبك أن يعترف بأنه لم يرَ شيئاً من كل هذا على الإطلاق، فشاغله الوحيد كان ألا تنسكب قطرتا الزيد التي عهد له الحكيم بهما. - حسن، عد وتعرّف على عجائب عالمي - قال له الحكيم - فلا يمكن الوثوق برجل تجهل البيت الذي يسكنه. اطمأن الشاب أكثر، وأخذا الملعقة، وعاد يتجول في القصر، معيراً انتباهه هذه المرة لكل روائع الفن التي كانت معلقة على الجدران، وفي السقوف، رأي البساتين والجبال المحيطة بها وروعة الزهور، والإتقان في وضع كل واحدة من تلك الروائع في مكانها المناسب، وعند عودته إلى الحكيم، روى له ما رآه بالتفصيل. - ولكن أين قطرتي الزيت اللتين كنتُ عهدت لك بهما؟ نظر الشاب إلى الملعقة ولاحظ أنه قد سكبها. - حسنٌ ـ قال حكيم الحكماء ـ هاك النصيحة الوحيدة التي سأقولها لك: " سرّ السعادة هو بأن تنظر إلى عجائب الدنيا كلّها، ولكن دون أن تنسى أبداً وجود قطرتي الزيت في الملعقة.”