“إنني أكبر ، ويكبر العالم معي ، وأكذب لو قلت إنني قادرة على أن أفهمه بصورة أفضل مما كنت في العشرين مثلا . بلإن أغرب ما أفكر فيه الآن أني كنت أفهم العالم حينها أفضل ! كان عالما أقل تعقيدا وضياعا مما هو عليه الآن ! وكانيمكن للمرء إن أراد أن يتخذ جانبا ضد جانب ، أو على الأقل هذا ما أظنه . العالم الآن يتهتك أكثر فأكثر ! يصبح عالماخليعا ، وينحدر نحو رخص بين . عالم يمكن للمرء فيه أن يعرف كثيرا عن أي حدث حوله ، ومع ذلك فإنه قد يجدنفسه حائرا في نهاية المطاف ومتشظيا ؛ لأن كل ما يطرح يبدو صحيحا . لم تعد المعلومة شحيحة ، بل فائضة إلى حديثير البلبلة . عالم مزر هو عالمي ، عالم غير آمن ، وغير مفهوم فيه لم يبدأ أمر ؟ولم قد يستمر أو ينتهي ؟ ولم يصبغهالعنف المبتذل الذي لا مبرر يسوغه ؟ العنف الذي يملأ البيوت والشوراع والمدارس والملاعب ؟ العنف الذي له شكلكلمة ، أو سكين ، أو مسدس ، أو مبيد حشري ، أو قيد ، أو مقطع بلوتوث ، أو مكيدة أو قنبلة ، أو بقعة نفط ، أو آلةعسكرية ضخمة تسحق بشرا لا حول لهم ولا قوة ؟ ما قيمة الحياة إزاء هذا العنف ؟ ما قيمتها والعنف يضحك بالليلوالنهار ، ومن أشداقه تسيل حيوات كان كل ذنبها أن طرقها تقاطعت لمرة واحدة وأخيرة مع طريقه ؟؟”
“أحتاج فقط لأن أمتلىء بالحماس من جديد .. وإن كنت أرفض دائما كلمات التشجيع أو الحماسة الذي يصبها في شخص ما .. أو حديث ما .. أو حدث ما … ليس تقليلا من شأنها .. وإنما لأنني لا أريدها أن تدخل إليّ .. وإنما تخرج مني .. أريد أن أعتمد على ذاتي بشكل مطلق .. أن أتعلم هذا .. لا الوقت بإمكانه أن يجعلني أفضل .. ولا الآخرين .. وحدي من دون أي شيء آخر قادرة على هذا الفعل .. الذي إن فعتله سأستحق بجدارة وقتها أن أكون بحق أفضل .. ـ”
“إنني أكبر، وأتورط في سحر الكتب والقراءة أكثر فأكثر، لم تعد القراءة بالنسبة لي متعة،بل غريزة كالجوع تمامًا، ومنذ وقت بعيد أدركت ألاشيء يمنحني الأمان مثل أن أجد نفسي بين الكتب، دائمًا عندما أدخل أي مكتبة أشعر بأنها مكان آمن كي أحيا فيه طويلاً، أو حتى أنسى، لن أخسر أحدًا أو شيئًا، ولن يخسرني أحد أو شيء، لن أكون مضطرة لتمحيص كل الأفكار التي سأقرؤها قبل أن أسلِّم بها، سأقرؤها على الورق وستبقى على الورق، ولن أشعر بالخيبة إزاء الوعي أو اليقين أو الخوف من الفشل، سيكون كل شيء آمنًا كما ينبغي لنعيمٍ أن يكون! يا إلهي، لعل أسوأ ما في وعيي أن أعي خرابي، أن أعي رغبتي في أن يكون تامًا لا شية فيه! لكنني لا أستطيع، ولا أرغب في أن أكون غير ما أنا عليه، هكذا خلقت، وهذا ما أصلح له: أن أعي العالم وأتعامل معه من خلال كتــاب.”
“الإعلام له أجندته الخاصة في الوقت الحالي؛ لأنه يريد تشكيل العالم، وليس العالم أو فكر قادته هو الذي يشكِّل التغطية الإعلامية. إن ما تراه وسائل الإعلام أو ما تعتبره صحيحاً للعالم، هو الذي تعتدُّ به الآن وتأخذه في الحسبان.”
“الموت في حد ذاته لا يسبب النوع نفسه من الحزن .. يحدث فراغ مفاجئ. الفراغ دائماً هو الفراغ نفسه، ولكن داخل ذلك الفراغ تتشكل أنواع مختلفة من الحزن.. كل ما لم نَقُله يتشكل ويتسع ويكبر ويكبر.. ليس للفراغ أبواب أو نوافذ أو مسالك يتسرب منها.. كل ما هو معلق فيه سيظل هناك إلى الأبد .. ربما يمكنك الآن أن تدركي ما قلته لك في البداية وهو أن الذي يثقل علينا ليس غياب من ماتوا وإنما كل ما لم يقال بننا وبينهم”
“الزواج أحلى ما في الحياة لأن فيه إنساناً ليس بالصديق أو الأخ أو الأم أو الأب ؛ إنسانٌ فيه كل هؤلاء بالإضافة إلى أنه يستقبلك بروحه ولحمه معاً ، يعطيك الثقة والمحبة ويعطيك ما لا يمكن لأحد في الدنيا أن يعطيه . يعطيك الولد”