“وأكثر المتدينين يظنون أن الاخلاص لدينهم يحتم عليهم أن ينكروا كل مايؤمن به غيرهم,ويظنون أن التعصب يدل على قوة ايمانهم, ويحسبون ان حملهم الناس على الايمان بدينهم قسرا يقربهم الى الله. وهم يخلطون بين جوهر الايمان ومظهره, بين الغاية من الدين -وهي التطهر عن طريق الايمان بالله-وبين الوسائل التي يبلغ بها الناس هذه الغاية, وهم يظنون أن الشك في شيء مما يعتقدونه ولو كان في غير ذي شأن لا يكون إلا كفرا”
“ان الايمان شئ والجبريه، او الايمان بالقضاء والقدر شئ آخر. ويجب ان يكون المسلم مدركا للحقيقة المعروفه وهي أن الله مسبب كل الأمور، وأنه السبب الأول في مجريات الأمور والحوادث كلها. ومع ذلك، فيجب ألا نجعله حلقة في سلسلة السببيه التي تؤدي الى اعتناق اسلام جارنا مثلا ويجب على المرء أن يصلي صلاة مودع لهذه الحياة، الا أنه يجب عليه أيضا أن يخطط ويعمل وكأنه سيعيش خمسين سنة أخرى.”
“ولا يغرنك ماتظن في نفسك من إلحاد وتفكير حر,فاغلب الظن انك لست ملحدا ولا كافرا وانك تؤمن بشيء ترتاح إليه نفسك وسيتبين لك ان نفسك لاترتاح حقا إلى إيمان شامل قوي إلا حين تؤمن بالله وان الخلاف بينك وبين المؤمنين اختلاف في التعبير عن الايمان وهو اختلاف في المظهر لايدل على خلاف في جوهر الايمان, وانك في حقيقة امرك لا تكفر بالله وإنما تكفر بما يقال لك عن الله”
“أكثر الناس متفقون على ما يظنون أنهم مختلفون فيه، فإن لكل شيء جهتين: جهة مدح، وجهة ذم، فإما أن تتساويا، أو تكبر إحداهما الأخرى، فإن كان الأول فلا معنى للاختلاف، وإن كان الثاني وجب على المختلفين أن يعترف كل منهما لصاحبه ببعض الحق، لا أن يكون كل منهما من سلسلة الخلاف في طرفها الأخير.”
“لا يستطيع أن يدنو من الحقيقة الكاملة إلا ذلك المشكّك الذي ينظر في كل رأي نظرة الحياد.إن الشك هو طريق البحث العلمي. ولم يستطع العلماء المحدثون أن ببزّوا أسلافهم بالبحث إلا بعد اتبعوا طريق الشك.أما أولئك المتحذلقون الذي آمنوا بتقاليد آبائهم ثم جاؤونا يتفيقهون بطلب الحقيقة المجردة فهم لا يستحقون في نظر العلم الحديث غير البصاق.إننا لا نلوم رجال الدين على إيمانهم الذي يتمسكون به. ولكننا نلومهم على التطفل في البحث العلمي وهم غير جديرين به.”
“صلاة الصداقة بين الناس لايعتد بها الا اذا أكدها مرالايام، كذلك الايمان لابد أن تخضع صلته للابتلاء الذي يمحصه، فأما كشف عن طيبه وإما كشف عن زيفه.”