“ولكني اكتشفت أنها الوحيدة التي تشبهني. كانت بلهاء، طيعة، يكفيها من الأرض الجزء الذي تقف عليه، ومن الجبل الصورة التي تراها، ومن الليل الطويل مجرد حلم عابر. لم يكن لنا معا إلا الخداع، وكنا نتشبث به في قوة.”
“تحت دقات و أجراس الساعة, التي كانت تحسب الإيقاع الذي كان, تحت قانونها الوقتي, يتطور مسلسلا مظلما من معاني الاستمرار و من هدف غير متوقع. حبكة ما كانت تخص وجودها و التي كانت تبدو أنها تنظم نفسها من وراء ظهرها. لم يكن من خلف ظهرها تماما, و إنما في الجزء الأكثر ظلمة في حياتها.”
“إن الدنيا هينة على الله، بيد أن اكتمال الصورة لامتحانها الطويل لا بد منه، ومن معية العزة الإلهية أن يجعل الله فصولها الأخيرة نصرة للحق، وهواناً للباطل في الصورة التي يشاؤها تبارك اسمه ..!”
“هل كان من الممكن أن نتجاهل كل ذلك؟ وأي مساحة كانت تبقى لحياتنا؟ أي مساحة تركت لنا لندير عليها معاشا؟ ومن الرجل الذي تسمح له كرامته أن يحصر نفسه في ذلك الحيز ولا يحاول دوما أن يوسع حدوده؟ ومن المرأة التي لا ترى واجبها في مساعدته؟”
“إن الرواية لم تعد هدفاً للتسلية, أو قضاء وقت ممتع, بل أصبحت عملاً فكرياً وفنياً يتطلب جهداً خاصاً من الكاتب ومن ثم جهداً متميزاً من القارئ, الذي أصبح لزاماً عليه أن يقرأ وهو يفكر, وأن يتأنى في قراءته حتى يتمكن من متابعة الصورة التي يرسمها الكاتب للشخصية والتي تتميز بفردية لم يسبق لها نظير”
“يقول الإمام أبو حامد الغزالي في ختام كتاب الميزان "لو لم يكن في مجاري هذه الكلمات إلا ما يشكك في إعتقادك الموروث لتنتدب للقلب وناهيك به نفعا إذ الشكوك هي الموصلة للحق فمن لم يشك لم ينظر ومن لم ينظر لم يبصر ومن لم يبصر بقي في العمى والضلال نعوذ بالله من ذلك”