“أغلب أحاديثنا - بعد كلمتين ليس غير - تتحول من الموضوع - أياً كان - إلى الذات ، الشكوى أو الافتخار ، ولكني أحس أنهما ينبعان من نزعة واحدة متكتمة : إستجداء تبرير الوجود”
“حرمت أن تعيش معي امرأة من بعد اليوم الذي بحثت فيه عن الأوراق التي كتبتُ عليها مطلع قصة "تاييس"، لم أجدها في مكانها على مكتبي، قلبت البيت رأسًا على عقب ونبشت في كل مخبأ فلم أعثر عليها، حتى تملكني اليأس وأيقنتُ أن جهدي السابق قد ضاع كله؛ لأنني أكره أن أكتبها من جديد. ثم إذا بي بعد يومين أدخل على المطبخ ولا أدري لماذا، فوجدتُ الفصل الأول موضوعًا تحت قعر حلة، ومبدأ الفصل الثاني ملفوفًا على هيئة سدادة لزجاجة خل! فلا تتزوج أبدًا يا حبيبي، فقلما يسعد امرؤ بالزواج لاسيما من كان منتسبًا إلى حرفة الأدب.”
“إني لا أعترف بأي نتاج أدبي فني ناتج من سكر أو خمر لأني أعلي من قيمة العقل والذي لا يجوز العبث به أو المساس به”
“وخير للأمة ألف مرة أن تكون عقيماً في الفن القصصي، من أن يكون لها كثرة من الأولاد ليس بجانبهم ناقد واحد”
“ولكن وقع اليقظة على بعض النفوس يجيء أحيانا كوقع المفاجأة وليس أشق على نفس الذي ألف الاستعباد من أن توهب له الحرية فجأة أو تلقى على كتفيه لأول مرة مسئولية تدبير أموره، ويقال له أنت سيد نفسك، دافع عن حقك، وقم بواجبك، إنه كان يطالب بهذه الحقوق، يؤمن أن كل بلائه راجع لحرمانه منها، ويقول أنها لو ردت إليه لتغير حاله في غمضة طرف، من الظلام إلى النور، فإذا واجه النور حين يعم غشيت عيناه.”
“لا أعرف كالفجر شيئاً يبعث في نفسي الراحة! الصفاء ضارب أطنابه، والدنيا طيّبة الأعراف، تستقبل صحيفة بكراً لم يُسوّدها بعد سطر من الشرور.. ثم يبعث فيها مع ذلك نوع من الرهبة، لجلال لحظة انهزام ليل كان يمكن أن يكون سرمديّاً أمام صبح جديد يزحف جيشه اللجب بأبّهة وخيلاء، معقود على لوائه النصر، تنتظر أذنك أن تسمع نداء بوق سحري جبار يعلن مقدمه.”
“إن في مظاهر الدولة المصرية متناقضات كثيرة. والجيش المصري كافة من جنود وضباط لا عمل له، لأن الغرض من الجيش الحرب، وحيث إننا لن نحارب أحداً، فلا لزوم للجيش، ولا يبقى بعد ذلك مبرر لوجودهم وصرف مرتباتهم الطائلة وأكلهم مجاناً من خزينة الدولة، ولذلك فإنه يجب تشغيلهم في الأرض البور.”