“السلطة في المجتمع المتخلف فرصة من أجل التسلط والإستغلال. وهكذا فكل من تمكّن من شئ من قوة أو سيطرة ، فإنه سيسلك النهج نفسه ، لأن ذلك هو النموذج الشائع ، ذلك هو القانون الرسمي الذي يكاد يفرغ من كل معنى ومحتوى في المجتمع المتخلف. إذ ما معنى القانون سوى الإلتزام تجاه الآخرين ؟ ..”
“ أنما هو الحب هو الحب الذي يطمع في كل شئ و يرضى بأقل شئ، بل يرضى بلا شئ، بل هو سعيد كل السعادة ما وثق بأن بيتاًواحداً يحويه مع من يحب و يهوى. هو الحب ما في ذلك من شك، لكن الشك المؤلم المضني إنما يتصل بالقلب”
“ليس هناك علاقة تكافؤ ، أو حوار ، بين السلطة والجماهير في المجتمع المتخلف. ليس هناك اعتراف متبادل .... السلطة لا تريد مواطنين ، بل أتباعا ، إنها تخشى المواطنية التي تعبر عن ذاتها ، تخشى المواطنية التي تنزلها من مكانتها الجبروتية إلى مستوى اللقاء الإنساني. السلطة في المجتمع المتخلف تخشى وضعها موضع التساؤل وهو شرط الإعتراف بشرعيتها.”
“الطبيعة لم تنتقل من جنس إلى جنس إلا بتوسط ، كما تجد ذلك في كل أجناس الجواهر الموجودات ، فإن في الموجودات موجوداً وسطاً بين الجمادات والنبات، لا يقدر الإنسان أن يحكم عليه هل هو نبات أو جماد . وكذلك بين جنس الحيوان وجنس النبات شئ هو وسط ، يأخذ من كل بقسط . وإذا كان ذلك ، فقد يجب ضرورة أن يكون في الإنسان معنى هو في تلك السرمدية ، فيكون به سرمدياً ، ويكون فيه معنى يشبه الكائنة الفاسدة . فيكون به كائناً فاسداً .”
“إن المجتمع المتمدن هو ، على النقيض من ذلك ، محتاج إلى جهود كل فرد ، ضعيفًا كان أم قويًا ، فكل فرد له مجاله الذي يستطيع أن ينتج فيه شيئًا ، واختصاصه الذي يبرع فيه .”
“فقدان روابط الإنتماء الإجتماعي ، يعود مباشرة إلى فقدان الإلتزام تجاه الآخرين ، وفقدان الإحترام لما هو عام ومشترك ..... تنهار قيمة الآخر ، لأن العلاقة معه لا تؤمن للشخص قيمته الذاتية ، لا تمده بالإعتراف بذاته من خلال اعتراف الآخرين به. وهكذا تسود الأنانية على حساب المصلحة العامة. تبرز هذه الأنانية التي لا تعرف حدودا ولا ترعى للآخرين حرمة ، حين تضعف السلطة القامعة أو تغيب عن المسرح لأمر ما. عندما يتحول المجتمع إلى غابة ذئاب. انعدام الشعور بالإنتماء ، مع ما يستتبعه من انعدام للشعور بالعدالة والعدل في نيل الحظوظ ، يولد عند الإنسان قلق الوحده ، وقلق التهديد يأتيه من الآخرين ، مما يفجر عدوانيته دون حدود.”