“جاءني شخص في المنام ومد لي يده بعلبة من العاج قائلا :تقبل الهديةولما صحوت وجدت العلبة على الوسادةفتحتها ذاهلا ، فوجدت لؤلؤة في حجم البندقةبين الحين والحين أعرضها على صديق أو خبير وأسأله :ما رأيك في هذه اللؤلؤة الفريدة؟ -: فيهز الرجل رأسه ويقول ضاحكا -.. أي لؤلؤة .. العلبة فارغة -و لم أجد حتى الساعة من يصدقني -و لكن اليأس لم يعرف سبيله إلى قلبي -”
“هم بالهرب أو بالتراجع أو حتى التحول عن موقفه و لكنه لم يفعل شيئاً, ما وقوفك و قد تشتت الجمع؟ في خلاء أنت , اهرب...صدرت عن ذراعيه و ساقيه حركة بطيئة وانية متراخية.ما أشد الضوضاء, و لكن بم علا صراخها؟ هل تذكر؟ ما أسرع ما تفلت منك الذكريات.ماذا تريد؟ أن تهتف؟ أي هتاف؟ أو نداء فحسب...من؟ ما؟ في باطنك يتكلم, هل تسمع؟ هل ترى؟ و لكن أين؟لا شيء, لا شيء, ظلام في ظلام, حركة لطيفة تطرد بانتظام كدقات الساعة ينساب معها القلب...تصاحبها وشوشة. باب الحديقة. أليس كذلك؟ يتحرك حركة تموجية سائلة, يذوب رويداً رويداً , الشجرة السامقة ترقص في هوادة, السماء...السماء؟منبسة عالية...لا شيء إلا السماءهادئة باسمة يقطر منها السلام.~بين القصرين~لعلها محاولة لسبر أغوار لحظات أخيرة و أنفاس أخيرة لحياة شهيدلعلها...”
“لئن كان يعد ما يعهد عادة اليه - بالاقياس إلى غيره من الأدوار الثانوية إلا أنه كان يقوم بع بدقة و عناية و غبطة كأنما هو أسعد ما يحظى به في حياته غير أنه لم يكن يخلو في جهاده من تعاسة خفيفة لم يعلم بها أحد سواه, منشؤها ما اقتنع به من أنه دون الكثيرين من أقرانه جرأة و إقداماً..”
“و لم يكن يعي ما يفعل و لا يقدر عاقبة تصرفه، و كل ما يمكن قوله انه مسه سحر الإفتتان فأطاع وحيه و أصاخ إلى نداءه، فأنطلق يعدو إلى غايته المجهولة مدفوعا بعاطفة قهارة لا تقاوم، فقد اصابه مس من الإفتتان، و استقر الإفتتان في قلب شجاع لا يهاب الموت، جسور لا يلوي على المخاطر، فكان من الطبيعي أن ينطلق لأنه ليس من عادته أن ينكمش، و ليكن ما يكون”
“الفتى : و ماذا تريد ؟العملاق : أن أساعدك .الفتى : في أي شئ .العملاق : في قهر عدوك .الفتى : و لكني لم أطلب مساعدة أحد .العملاق : و هذا يجعل من تقدمي إليك سلوكاً جديراً بالصداقة .”
“الي من توجه كلامك؟ انك في الواقع تخاطب انسانا ً لا وجود له, لم يبق منه الا الخرابة التي تجالسك الآن في مقهي ودود بالباب الأخضر لقد دفنت أكثر من شخص عاشوا في جسدي متتابعين ولم يبقي مني سوي هذه الخرابة ..ولكنها خرابة غنية بالآثار علي أي حال”
“أين هو من حامل اللواء في مظاهرة بولاق, أو مذبحة بولاق كما غدت تسمى, الذي استشهد و يداه قابضتان على اللواء و قدماه ثابتتان في الطليعة و حنجرته تهتف بالثبات؟؟أين هو من أقران ذلك الشهيد الذين تبادروا إلى اللواء ليرفعوه فسقطوا فوقه و قد تقلدت صدورهم نياشين الرصاص؟!أين هو من ذلك الشهيد الذي انتزع المدفع الرشاش من أيدي الجنود في الأزهر؟!أين هو من هؤلاء جميعاً و غيرهم ممن تطير الأنباءبآي بطولتهم و استشهادهم؟!"~بين القصرين~”