“بانتظار أن ينقلَ الملاكُ والشيطانُ عراكهما إلى الخارج ، فأعودُ نقيا ، وقد طردتهما من داخلي ، أقفُ مضطربا عند بوابة قلقي ، مثل رجلٍ تحت إحدى قدميه كنزٌ ، ولا ينحني له ، فتحتَ القدم الأخرى لغمُ ، أتناثرُ قبل انفجاره ، ولا يلملمني أحدٌ سوى العراك ذاته ، لكنها معجزة لا تحصل إلا وقد صمّمتُ على ذبحها .”
“إن العراك الباطنى لا ضجيج له، ولا سلاح فيه، ولكن هذا العراك أخطر فى نتائجه من المعارك التى تنتثر فيها الأشلاء، وتبذل فيها الدماء.ذلك، لأن جهاد النفس هو الطريق الحقيقى لبلوغ القمم التى تجعل الإنسان يحتضن المثل العليا، ويبذل دونها النفس والنفيس، وقد جاء فى الأثر أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال عقب العودة من إحدى غزواته: " رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ".”
“إننا نكتفي بأبناء جنسنا وأعضاء القنصليات الأخرى ولا نعرف من أهل البلد إلا من يقومون على خدمتنا. ويخيل لي أن مثلنا مثل الغريب يأتي إلى انجلترا ولا يتعامل إلا مع الخدم وأصحاب الدكاكين ويبني رأيه في المجتمع الإنجليزي على مثل هذه التجربة المحدودة.”
“ولم أزل في عنفوان شبابي منذ راهفت البلوغ قبل العشرين إلى الآن - وقد أناف السن على الخمسين- أقتحم لجة هذا البحر العميق وأخوض غمرته خوض الجسور لا خوض الجبان الحذور ، وأتوغل في كل مظلمة وأتجهم على كل مشكلة وأقتحم كل ورطة وأتفحص عقيدة كل فرقة وأستكشف أسرار مذهب كل طائفة ،ﻷميز بين محق ومبطل ، ومتسنن ومبتدع، لا أغادر باطنيا إلا وأحب أن أطلع على بطانته ولا ظاهرا إلا وأريد أن أعلم حاصل ظهارته ولا فلسفيا إلا أقصد الوقوف على كنه فلسفته ولا متكلما إلا وأجتهد في الإطلاع على غاية كلامه ومجادلته ولا صوفيا إلا وأحرص على العثور على سر صفوته ولا متعبدا إلا وأرصد ما يرجع إليه حاصل عبادته ولا زنديقا متعطلا إلا وأتحسس وراءه للتنبه لأسباب جرأته في تعطيله وزندقته ز وقد كان التعطش إلى إدراك حقائق الأمور دأبي وديدني من أول أمري وريعان عمري غريزة وفطرة من الله”
“إن الحبيبة على أنها سرور محبها وليس له عنها مذهب إلى متاع أو لذة في كل ما وسعت الدنيا.. فإن سرورها هي بالمحب لا يهنئها إلا أن تراه بها معذباً ولها صبّاً وفيها مـُدْلهاً, وقد احرقه الوجد وأضناه التي التيم وأهلكه حزن الهوى.. إذ لا تكون عند نفسها معذبته إلا من أنها حبيبته, ولا تُثبت لنفسها القدرة عليه إلا بمحق المقاومة فيه, ولا تتم كبرياء أنوثتها إلا بتمام الدلال عليه, ولا يتأله فيها الجمال يعذّب ويُثيب إلا بتحقيق العبودية فيه”
“الحب لا يعطي إلا ذاته، ولا يأخذ إلا من ذاته، وهو لا يَملِك ولا يُملًك، فحسبه أنّه الحب.”