“*ان للجيوش وظيفة كبيرة في حياة الانسان، تلك هي الوظيفة التي تؤديها لحياته الحشرات والطفيليات، وهي ان تمتص دمائه وارزقه وتجلب له الآلام والخراب والتشويه بدون ان تعالج أمرا من أموره او تعطيه اي تفسير لوجودها.”
“طغت هذه الجهاله علي العالم الاسلامي و استبدت به استبداداً مبيناً و اجهزت علي كل الحريه الفكريه عنده و سرقت من العقل و ظيفته فاعتاد ان يأخذ الاشياء قضيه مسلمه و الا ينظر او يفكر او يبحث او يشك ... بل اعتاد ان يأخذها أخذ تسليم بدون فهم و بدون رغبه في الفهم و بدون ان يري ذلك مطلوبا فأصبح من اخلاقه التي تكاد تكون طبيعيه ان يصدق كل شئ و او يقبل كل شئ و الا يحاول فهم شئ و صار التصديق و تبلد الحاسه العقليه من الصفات المميزه له و المسيطره عليه .. فالبتصديق امن بكل الخرافات التي يلقنها بدون عناء حتي صار اعجوبه في استسلامه المخجل لكل هنه فكريه - و بتبلد الحاسه العقليه وقف دون الاشياء و دون النفوذ فيها و دون فهمها بل ودون الرغبه في فهمها حتي عد الشك في الاشياء و محاوله فهم الامور من خصال الكافرين و الملحدين و المارقين و اعتبر سرعه التصديق و سهولته و الوقوف امام الاشياء ببلاهه و بلاده كوقوف الاصنام امام عابديها .. من علامات القبول و الايمان”
“ان الذين يفرضون علينا سلوكاً معيناً هم حتماً يفرضون علينا تفكيراً معيناً اي مذهباً معيناً او ديناً معيناً او تعاليم و نظريات معينه , اي يفرضون علينا الاقتناع بذلك . اي انهم يصنعون لنا هذا الاقتناع , و ليسوا فقط يطالبوننا به , او يريدونه لنا , او يفرضون علينا اعلانه فقط.”
“ان خروجك في سلوكك علي المجتمع شئ لا تستطيعه , و لعلك احياناً لا تستطيع ارادته . و ان خروجك في فكرتك او في مذهبك او في اعتقادك علي سلوكك شئ يشقيك و يؤنبك و قد يهجوك و يحولوك الي متهم .”
“*ان الحزن والبكاء هما انبل العواطف الانسانية امام طوابير العذاب والتفاهات التي لا نستطيع لها علاجا. ما افظع الا تكون مبصرا ولا حساسا ثم لا تكون حزينا ولا ناقدا، وما افظع الا تكون مبصرا ولا حساسا. ان هذا الموقف تحت مستوى الأخلاق، تحت مستوى الانسان. ان الانسان هو وحده الذي يبكي يحزن وينقد ويفكر ويتعذب بالرؤية والخيال.”
“لهذا كان العرب في كل تاريخهم مصوتين فقط و لم يحدث ان كانوا متكلمين ..لم يجربوا او يقاسوا الكلام في اي طور من اطوار التاريخ .انهم الان مصوتون فقط ,اذن لا يحتمل انهم كانوا يوما ما متكلمين .. لقد كانوا يجهلون الفرق بين الكلام و التصويت لهذا كانوا يحسبون نفسهم متكلمين”
“*ان مذاق المجد الحديث لهيب ضراوة ونذاله اكثر مما يهب مذاق المجد القديم، وان القائد او الحاكم الذي يخرج من صلب الشعب لأجرأ على الفتك به من الحاكم او القائد الذي يهبط من فوق الشعب.”