“ﺷﺮﻉ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻣﺎ ﻳﺮﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻮﺍﺩﻯ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﻭﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﻤﺴﻚ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻮﻻء ﻭﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ٬ ﻓﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻘﺎﻃﻊ ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﺑُﺮﻧﻌﻢ ﻗﺪ ﻳﺤﺪﺙ ﺃﻥ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺈﺳﺎءﺓ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺇﻟﻴﻚ٬ ﻓﺘﺤﺰﻥ ﻟﻬﺎ ﻭﺗﻀﻴﻖ ﺑﻬﺎ٬ ﻭﺗﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻊ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ . ﻭﻟﻜﻦ ﷲ ﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ . ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻰ ـ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ : ”ﻻ ﺗﻘﺎﻃﻌﻮﺍ ﻭﻻ ﺗﺪﺍﺑﺮﻭﺍ٬ ﻭﻻ ﺗﺒﺎﻏﻀﻮﺍ ﻭﻻ ﺗﺤﺎﺳﺪﻭﺍ.ﻭﻛﻮﻧﻮﺍ ﻋﺒﺎﺩ ﷲ ﺇﺧﻮﺍﻧﺎ٬ ﻭﻻ ﻳﺤﻞ ﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻬﺠﺮ ﺃﺧﺎﻩ ﻓﻮﻕ ﺛﻼﺙ ” . ﻭﻓﻰ ﺭﻭﺍﻳﺔ: ”ﻻ ﻳﺤﻞ ﻟﻤﺆﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻬﺠﺮ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﻓﻮﻕ ﺛﻼﺙ. ﻓﺈﻥ ﻣﺮﺕ ﺑﻪ ﺛﻼﺙ ﻓﻠﻴﻠﻘﻪ ﻓﻠﻴﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ.ﻓﺈﻥ ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻘﺪ ﺍﺷﺘﺮﻛﺎ ﻓﻰ ﺍﻷﺟﺮ٬ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺪ ﺑﺎء ﺑﺎﻹﺛﻢ٬ ﻭﺧﺮﺝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ“ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﺖ ﻓﺘﺮﺓ ﺗﻬﺪﺃ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺪﺓ ﻭﻳﻨﻔﺜﺊ ﺍﻟﻐﻀﺐ٬ ﺛﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺰﺍﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﻥ ﻳﻮﺍﺻﻞ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ٬ ﻭﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﻣﻌﻬﻢ ﺳﻴﺮﺗﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ٬ ﻛﺄﻥ ﺍﻟﻘﻄﻴﻌﺔ ﻏﻴﻤﺔ٬ ﻣﺎ ﺇﻥ ﺗﺠﻤﻌﺖ ﺣﺘﻰ ﻫﺒﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻓﺒﺪﺩﺗﻬﺎ٬ ﻭﺻﻔﺎ ﺍﻷﻓﻖ ﺑﻌﺪ ﻋﺒُﻮﺱ . ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻰ ﻛﻞ ﻧﺰﺍﻉ ﻳﻨﺸﺐ٬ ﺃﺣﺪ ﺭﺟﻠﻴﻦ. ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻇﺎﻟﻤﺎ٬ ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻈﻠﻮﻣﺎ٬ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﺩﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ٬ ﻧﺎﻗﻀﺎ ﻟﺤﻘﻪ٬ ﻓﻴﻨﺒﻐﻰ ﺃﻥ ﻳُﻘﻠﻊ ﻋﻦ ﻏﻴﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﺼﻠﺢ ﺳﻴﺮﺗﻪ٬ ﻭﻟﻴﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻞ ﺍﻟﻀﻐﻦ ﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﺧﺼﻤﻪ٬ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻋﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﻄﻤﺌﻨﻪ ﻭﻳﺮﺿﻴﻪ. ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻤﺮء ـ ﻭﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻫﺬﻩ ـ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺼﻠﺢ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻭﻳﻄﻴﺐ ﺧﺎﻃﺮﻩ. ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ ـ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ : ”ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻈﻠﻤﺔ ﻷﺧﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﺮﺽ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺷﻰء ﻓﻠﻴﺘﺤﻠﻠﻪ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ٬ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﻻ ﺩﺭﻫﻢ٬ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﺃﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﻈﻠﻤﺘﻪ٬ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻪ ﺣﺴﻨﺎﺕ ﺃﺧﺬ ﻣﻦ ﺳﻴﺌﺎﺕ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻓﺤُﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ” . ﺫﻟﻚ ﻧﺼﺢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻤﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﻖ ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻘﺪ ﺭﻏﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻠﻴﻦ ﻭﻳﺴﻤﺢ٬ ﻭﺃﻥ ﻳﻤﺴﺢ ﺃﺧﻄﺎء ﺍﻷﻣﺲ ﺑﻘﺒﻮﻝ ﺍﻟﻤﻌﺬﺭﺓ٬ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﻰء ﻟﻪ ﺃﺧﻮﻩ ﻣﻌﺘﺬﺭﺍ ﻭﻣﺴﺘﻐﻔﺮﺍ٬ ﻭﺭﻓﺾ ﺍﻻﻋﺘﺬﺍﺭ ﺧﻄﺄ ﻛﺒﻴﺮ .”