“العرب فتنهم الغزو الثقافى وحسبوا أن الوطنيات أو القوميات الحديثة تخلت عن عقائدها الأولى ، فتزحزحوا عن قواعدهم ، وفرطوا فى دينهم ، على حين بقى خصومهم بمشاعر القرون الأولى ...!ولو حدث بالفعل أن غيرنا نسى دينه أو تناساه فهل ذلك عذر للكفر والفسوق والعصيان؟”
“إن رسالة الإنسان فى هذه الحياة تتطلب مزيدا من الدرس والتمحيص. ووظيفته العتيدة فى ذلكم العالم الرحب يجب أن تحدد وتبرز حتى يؤديها ببصر ووفاء، وقوة ومضاء. إن بعض الناس جهل الحكمة العليا من وجوده، فعاش عاطلا فى زحام الحياة، وكان ينبغى أن يعمل ويكافح. أو عاش شاردا عن الجادة تائها عن الهدف، وكان ينبغى أن يشق طريقه على هدى مستقيم. والنظرة الأولى فى خلق آدم وبنيه كما ذكرها القرآن الكريم توضح كل شىء فى هذه الرسالة. لقد بدأ هذا الخلق من تراب الأرض وحدها، والبشر جميعا فى هذه المرحلة من وجودهم ليس لهم فضل يمتازون به، أو يعلى مكانتهم على غيرهم من الكائنات. كم تساوى حفنة من التراب؟ لا شىء.”
“الغارة الاستعمارية على الأمة الإسلامية كان لها هدفان قاتلان: أحدهما استبقاء المرأة جاهلة لا تدرى شيئا عن نفسها أو عن العالم، والآخر تعليقها ـ إذا تعلمت ـ بمحاقر الأمور وأنواع الزينة وأشكال المدنية الحديثة والبعد بها عن اللباب والجد والارتقاء الفردى والجماعى.. وقد استعانت على ذلك بتعليم لا تربية معه، فإذا صرخ أحد يطلب دروسا دينية أمكن إسكاته بمقرر دراسى يحفظ الأولاد فيه سورة الفيل أو سورة الإيلاف، وهكذا يملأ الفراغ!!!وتمضى الغارة الاستعمارية فى طريقها لتقضى على الكبار بعد أن ضللت الصغار،”
“- يجب ألا نأخذ رأينا كقضية مسلمة، ولا أن نقبل كلام غيرنا دون مناقشة وتدبر، بل يجب ن نبحث عن الحق، ونجتهد في الوصول إليه، فإذا عرفناه عرفنا الرجال على ضوئه، وصادقناهم أو خاصمناهم على أساسه.”
“الإسلام ليس دينا غامضا حتى يحتاج فى فهمه وعرضه إلى إعمال الذهن وكدالفكر. إن آيته الأولى: هى البساطة! وميزته التى سال بها فى الآفاق: هذه السهولةالبادية فى عقائده ٬ وشعائره وسائر تعاليمه. وأشد الإساءات إلى الإسلام أن تسلك بهمتاهات الفلسفة ٬ وأن تدور به مع حيرة العقل الإنساني فى البحث عن الحق ٬ بعيدا عن هدايات الله ٬ وسنن المصطفين الأخيار من عباده !! كما أن من أشد الإساءات ٬ أن يتسلطعلى هذا الدين أقوام لهم عاطفة ٬ وليس لهم ذكاء ٬ أو لهم ذكاء ٬ ولكن الهوى يميل بهم عنالصراط المستقيم”
“جاءت هذه الايام النحسات،فاذا ناس من العرب ينسون عمر، والاسلام ، والتاريخ كله، ويقولون : نحن أبناء كنعان!! مسحورين بالاستعمار العالمى الذى ألغى الدين وجعل مكنه الوطنية أو القومية!!وبقى ان يقول العرب فى جنوب الجزيرة نحن أبناء عاد ، ويقول العرب فى شمال الجزيرة نحن ابناء ثمود!وفى الوقت الذى يتعرى العرب فيه عن دينهم ويحيون مكشوفى السوأة وأولاد الأنبياء، نحن بنو إسرائيل...!”
“وقد بيّن القرآن الكريم أن موالاة المعتدين , وإيثار صداقتهم , والشذوذ عن الرأي ( الجماعة ) في كفاحهم , وتقديم أي لون من ألوان المساعدة لهم , أو التجسس لحسابهم , والعمل لمصلحتهم , أو السعى لمصالحتهم .. بين القرآن أن ذلك كله ارتداد عن الإسلام و مروق من الملة”