“ثم لعنت في سرّي مفرداتي الشحيحة وقدرتي المحدودة على التعبير، ملقية باللوم على بديهتي التي غالبًا ما تتعطّل في المواقف المتشنجة، فتضطرّني في النهاية إلى التفوّه بأول وأسخف ما يخطر على بالي.”
“يا الهي ! ما هذه الأوطان التي تَلفظ ؟ تُلقي بك على قارعة غربة ضيقة ، بينما ترفل هي في مساحات شاسعة من وطنيتها ؟”
“ما لبث وجهه المشرق أن حيرني ؛ لأنه حين ابتسم ، أمطر وجهه مطرا غزيرا على حين غرة.. فاندهشت من إمكانية أن يشرق وجهه ويمطر في الوقت ذاته! كان مطره ينهمر بشدة ، وإشراقه يجففه توا" ..!”
“ثم تسترسل في الحديث عن أخلاقهن الرفيعة استشفتها من صمتهن. ولا أفهم كيف امكنها معرفة ما اذا كن مؤدبات دون أن يتكلمن! بالنسبة الى أمي, الجميلة الصامته تعد المثال الأتم في عُرفها.”
“علمني حبك يا آدمي و حوائي ان الكون يحركه الحب.. و إذا اخترنا ان نحرك الكون بغير الحب فسنفعل ذلك بكل ما هو عكسه. و لذا علمني حبك أيها العزيز ان الحب ليس رجلا و امرأة فقط .. !!بل رجلا و امرأة و تفاحة !!و التفاحة تحمل الكثير من المعاني ، فهي الطموح و الشغف و الغريزة و الرقة و اللين ..كما انها المثال على الإثم الاول في تاريخ البشرية، إنها اللون القاني لون الدم و الحروب. إنها الإغواء و العصيان متجسدين في ثمرة !!علاقة ثلاثية متشعبة التفاصيل هذه .. علاقة الرجل و المرأة و التفاحة. لو اخترنا ثم عرفنا كيف نقيمها بإحسان تمثل لنا الحب صافياً بعظيم مزاياه، أما لو اخترنا ان نستخدمها لغايات سيئة لأفلحنا في ذلك لكن نادمين بعد أثر. أنا تعلمت كيف أربي تفاحتي جيداً، ليكون طلعها حبا عظيم الصفات مثل حبك. لم اهتم بأمر تافه كأن لا تكون على دراية بوجودي في هذه الدنيا .. لا. لم يهمني ذلك قط. لو كنت ركنت نفسي قرب تلك الحقيقة، ألعق خيبتي لما صرت المرأة التي افخر ان اكونها اليوم. أقسم بحبك و تفاحتي أني لم اكن لأسير قدما في هذه الدنيا متغلبة على غفلتي و ضعفي .. لولاكما !!”
“الواقع ليس مثل دنيا الرسوم المتحرّكة التي أدمنتها في طفولتي الرتيبة، حيث الشر شر مطلق، والخير خير مطلق.. الواقع ذائب، متهالك بنيانه بعضه على بعض.. طبقه من خير وأخرى من شر، تنبعج الواحدة منها بالأخرى.. بنيان خرِب وقديم أكل عليه الدهر وشرب. ”
“الوطنية هنا لا تعني الشغف الواجب بالوطن كما هو معروف بالنسبة لكم يا من تهيمون في أوطانكم ترفاً. الوطنية هنا هي أن تعرف أكثر القليل عن وطنك و أن تلوك مفاهيمه الأصلية على قدر استطاعتك و أن تمضغ لغته بين فكيك ثم تخزنها خلف لسانك مثل القات”