“أن تعرف نفسك على هذه الدرجة، أن تتعرف على خياراتك فى الحياة، و أن تقبل بالنتائج، أن تمضى مرفوع الرأس رغم دودة الذنب التى تنخر روحك، أن تعرف كل هذه يعنى أن يصير الضعف ترفاً، و أن لا يعود بامكانك أن تكون إلا ضحية نفسك، أن تعرف ...نعم، أن تعرف بأن كل ما عليك فعله بعد المعرفة، هو أن تصفح، و أنا اتساءل: هل يمكن الصفح بلا معرفة؟ لقد عرفت، فهل سأصفح؟ هل استطيع؟ هل أريد؟”
“هل يمكن, بعد كل هذا الألم, أن تكون الحياة ممكنة حقاً؟”
“لكننى مع ذلك محرومة من أن أحس بما أحس به، من أن أحس بأى شىء بخلاف الحب و التسامح و الأمل! إننى أرفض هذه الهرطقة، أرفضها! أرفض كل ما من شأنه أن يصادر انسانيتى، و عندما أقول انسانيتى، فأنا أعنى الحزمة كاملة: الغضب و الضعف و الألم و اليأس...كل هذه الاشياء هى من حقى!”
“لو أمكنني أن أعرف فقط متى ولدتُ لصار بوسع جسدي أن يشيخ باطمئنان , و أن يستسلم لحقيقة الموت , و أن يحبّ الحياة .”
“كأن الحياة تضحك علي قدرتنا علي التصديق, كل هذه الأمور الممنوحة لنا .. الأبناء, الأصدقاء, الوطن, المال, كل شيء زائل ولكننا مع ذلك نفاجأ .. مرة بعد مرة, بعد مرة, بالزوال ! إن لدينا قابلية خرافية علي أن نواصل الدهشة بسذاجة متناهية, ونعيد اجترار ذات السوائل بغباء : كيف يمكن أن للحياة أن تكون قاسية هكذا !”
“سألت ليلى المرآة :- هل هذا وجهي أم وجهك؟أشاحت المرآة بوجهها عن ليلى ، و قالت والغصة تخنقها : - آه يا ليلى.. لقد تخليت عن وجهي منذ زمن، ولم يعد بوسعي إلا أن أكون إنعكاساً آنياً للآخرين .. فقد كنت أخاف ! ، أخاف أن أجئ أقل، أن أجئ أكثر، أن أكون غير كافية أو فائضة عن الحاجة، أخاف مني، من حقيقتي وحدودي، من حاجبي وأنفي وشفتي، كنت مستعدة لفعل أي شيء، إلا أن أكون أنا ! .. وهكذا كنت جديرة بالطرد من جسدي، وحلت عليّ اللعنة، وما ترينه فيّ يا ليلى، هو خوفكِ أنتِ .. منكِ ، أذكركِ به قبل أن تمسخكِ مخاوفكِ إلى مرآةٍ أخرى !”
“و كأنك تتكهن بالانشطارات الموجعة فى داخلى، اللافهم التام و العميق و الشامل ، اللافهم الذى يشل قدرتك على التفكير، فى لحظة يتجلى فيها العالم خلاف كل ما تفترضه ذهنيتك ،خلاف كل توقعاتك، خلاف كل ما بوسعك أن تؤمن به، خلاف الايمان و الولاء و الوفاء ، كل المشاعر الجميلة التى لا تحتاج إلى تبرير، مالها تبدو معك ضربا من الغباء؟”