“و القلوب الكبيرة قليلة.. نادرة مثل كل شئ نادر.. و القلوب الصغيرة موجودة بكثرة النمل..”
“وبين الظلم الظاهر و العدل الخفى خيط رفيع لا يراه الا اهل القلوب”
“أنت وحدك المحبوب أينما توجه القلوب .. و أنت وحدك المعبود أينما توجهت نظرات عابد”
“ان المثل القائل بأن لا شئ باق علي الارض مثل صحيح .. فلا شئ باق في الحقيقه .. حتي المثل العليا كالجمال و الحق و الخير دائمه التبدل و التطور هي الاخري”
“الحق فى القراّن هو الله,و هو أحد أسمائه الحسنى.و كل هذه المؤشرات الداخلية تدل عليه و هو متجاوز للدنيا متعال عليها,نراه رؤية البصيرة لا رؤية بصر,و تبرهن عليه أروادنا بكل شوقها و بكل نزوعها.و العجب كل العجب لمن يسألنا عن برهان على وجود الله,على وجود الحق,و هو نازع إليه بكليته مشغوف به بجماع قلبهو كيف يكون موضع شك من هو قبلة كل القلوب و مهوى جميع الأفئدة و هدف جميع البصائر؟!.”
“كلنا بدأنا حياتنا في غرفة صغيرة دافئة اسمها الرحم، وفي هذه الغرفة كنا ننام في أمان وتركنا الطبيعة تتولى أمرنا وتقوم على خدمتنا ، لا قلق ، لا خوف ، لا شك ، ولماذا القلق وكل شئ يصلنا حتى أمعائنا ، والأكسجين يصلنا جاهزا دون أن نحرك رئاتنا ، الفضلات يغسلها دم الأم ، ثم فجأة تطردنا قوة مجهولة وتقذف بنا من الدفء والأمان إلى دنيا واسعة مجهولة.وشيئا فشيئا من الطفولة إلى الصبا إلى الشباب يتم انتقاله إلى البيت الواسع الكبير الذي اسمه المجتمع ، والإنسان الطبيعي الذي انتقل في كل أدوار حياته انتقالات طبيعية وتكاملت شخصيته من مرحلة إلى مرحلة ينزل إلى الحياة كما ينزل في رحلة خلوية جميلة مليئة بالمفاجآت ، ويغامر في هذه الحياة بملء نفسه دون أن يخشى أن يخسر نفسه، وقد امتلأ إحساسا بأنه حر وأنه قادر ومسئول، وأنه يستطيع أن يفعل شيئا، وأن فاعليته يمكن أن تمتد إلى عائلته وإلى جيرانه وإلى بلده وإلى المجتمع والدنيا والإنسانية والتاريخ.ولكن الأمر يختلف كثيرا إذا كان هذا الإنسان قد تلقى صدمة عنيفة قطعت الطريق على تطوره، وخنقت روحه وهي تأخذ أول أنفاسها. وهناك ألف نوع ونوع من الصدمة منها: المرض الحاد الذي يلم بالطفل وهو في باكورة حياته فيقعده، الحياة في بيت لا يكف فيه الشقاق والخناق بين الأم والأب، شعور الابن أنه الطفل المكروه وأن العائلة تفضل عليه أخاه، الشعور بالنقص نتيجة العاهة أو اللون أو الانتماء لأقلية منبوذة، الفشل في المدرسة والإفلاس في العمل والخيبة في الحب والشعور بالذنب.ونتيجة هذه الصدمات أن يتوقف التطور الطبيعي ويتوقف نمو الشخصية، وبدلا من الروح التي كانت في طريقها إلى الدنيا والتعامل مع الحياة، تعود هذه الروح فتنضم على نفسها، تنكمش وتلتصق كما يلتصق الجنين بالرحم، والنفسانيون يسمون هذه الحالة بالنكوص،وعلاج المصدوم لا يكون بإعادة الصلة بينه وبين الناس، ولكن بإعادة الصلة بينه وبين نفسه،فالعلاج هو الإفشاء، والمفاتحة، والمكاشفة، والمناجاة الحميمة بين يدي صديق، أو حبيب، وحينما لا نجد الحب ولا نجد الصداقة، فمعناها أننا لم نجد القلوب الكبيرة وهي نادرة مثل كل شئ نادر، بعكس القلوب الصغيرة فهي موجودة بكثرة النمل.”
“المخاطرة التي تشوقني و تخبل عقلي.. هي قصة الحياة بعد نشأتها.. خط سيرها.. وتطورها. و انتقالها من نوع إلى نوع و تسلقها البر و البحر و الهواء.. و اندلاعها مثل شعلة نار أمسكت بمخزن من البارود.. فانفجرت في كل اتجاه..”