“ويقررون أن هذا التشاكل بين القوتين ينجرّ بعوام البشر وهم السواد الأعظم إلى نقطة أن يلتبس عليهم الفرق بين الإله المعبود بحق وبين المستبد المطاع بالقهر، فيختلطان في مضيق أذهانهم من حيث التشابه في استحقاق مزيد التعظيم، والرفعة عن السؤال وعدم المؤاخذة على الأفعال، بناء عليه لا يرون لأنفسهم حقاً في مراقبة المستبد لانتفاء النسبة بين عظمته ودنائتهم، وبعبارة أخرى يجد العوام معبودهم وجبّارهم مشتركين في كثير من الحالات والأسماء والصفات، وهم هم، ليس من شأنهم أن يفرقوا مثلاً بين (الفعّال المطلق) والحاكم بأمره، وبين (لا يسأل عما يفعل) وغير مسؤول، وبين (المنعم) وولي النعم، وبين (جل شأنه) وجليل الشأن. بناء عليه يعظمون الجبابرة تعظيمهم لله، ويزيدون تعظيمهم على التعظيم لله لأنه حليم كريم ولأن عذابه آجل غائب، وأما انتقام الجبار فعاجل حاضر.”

عبد الرحمن الكواكبي

Explore This Quote Further

Quote by عبد الرحمن الكواكبي: “ويقررون أن هذا التشاكل بين القوتين ينجرّ بعوام ال… - Image 1

Similar quotes

“المهيمنون على الاديان يرهبون الناس من غضب الله وينذرونهم بحلول مصائبه وعذابه عليهم ، ثم يرشدونهم الي أن لا خلاص و لا مناص لهم الا بالالتجاء الي سكان القبور الذين لهم ادلة بل سطوة على الله فيحمونهم من غضبه...أ السياسين يبنون كذلك على اساس من هذا من القبيل ، فه يسترهبون الناس بالتعالى الشخصى والتشامخ الحسى، ويذلونهم بالقهر والقوة وسلب الاموال حتى يجعلوهم خاضعين لهم لأ اجلهم يتمتعون بهم كأنهم نوع من الانعام التي يشربون ألبانها ويأكلون لحومها ويركبون ظهورها وبها يتفاخرون...وفي هذا التشاكل بين القوتين ينجر السواد الاعظم من العوام الي نقطة ان يلتبس عليهم الفرق بين الاله المعبود بحق وبين المستبد المطاع بالقهر..فيختلطان في مضايق اذهانهم من حيث التشابه في استحقاق مزيد من التعظيم..والرفعة عن السؤال ،، وعدم المؤاخذة في الافعال، بناء عليه لا يرون لاانفسهم الحق في مراقبة المستبد لا نتفاء النسبة بين عظمته ودناءتهم..الكوالكبي الاعمال الكاملةالاستبداد والدين.”


“لا يخاف المستبد من العلوم الدينية المتعلقة بالمعاد ، المختصة ما بين الإنسان و ربه ، لاعتقاده أنها لا ترفع غباوة و لا تزيل غشاوة، وإنما يتلهى بها المتهوسون للعلم، حتى إذا ضاع فيه عمرهم، وامتلأت بها أدمغتهم، وأخذ منهم الغرور ما أخذ، فصاروا لا يرون علماً غير علمهم، فحينئذ يأمن المستبد منهم كما يُؤمن شر السكران إذا خمر. على أنه إذا نبغ منهم البعض و نالوا حرمة بين العوام لا يعدم المستبد وسيلة لاستخدامهم في تأييد أمره و مجاراة هواه في مقابلة أنه يضحك عليهم بشيء من التعظيم ويسد أفواههم بلقيمات من فتات مائدة الإستبداد”


“طبائع الاستبداد الحكومة المستبدة تكون طبعاً مستبدة في كل فروعها من المستبد الأعظم إلى الشرطي، إلى الفرّاش، إلى كنّاس الشوارع، ولا يكون كل صنف إلا من أسفل أهل طبقته أخلاقاً، لأن الأسافل لا يهمهم طبعاً الكرامة وحسن السمعة إنما غاية مسعاهم أن يبرهنوا لمخدومهم بأنهم على شاكلته، وأنصار لدولته، وشرهون لأكل السقطات من أي كانت ولو بشراً أم خنازير، آبائهم أم أعدائهم، وبهذا يأمنهم المستبد ويأمنونه فيشاركهم ويشاركونه، وهذه الفئة المستخدمة يكثر عددها ويقل حسب شدة الاستبداد وخفته، فكلما كان المستبد حريصاً على العسف احتاج إلى زيداة جيش المتمجدين العاملين له المحافظين عليه، واحتاج إلى مزيد الدقة في اتخاذهم من أسفل المجرمين الذين لا أثر عندهم لدين أو ذمة، واحتاج لحفظ النسبة بينهم في المراتب بالطريقة المعكوسة, وهي أن يكون أسفلهم طباعاً وخصالاً أعلاهم وظيفةً وقرباً، ولهذا لا بد أن يكون الوزير الأعظم للمستبد هو اللئيم الأعظم في الأمة.تواسي فئة من أولئك المتعاظمين باسم الدين الأمة فتقول ((يا بؤساء: هذا قضاء من السماء لا مرد له، فالواجب تلقيه بالصبر والرضاء والالتجاء إلى الدعاء، فاربطوا ألسنتكم عن اللغو والفضول، واربطوا قلوبكم بأهل السكينة والخمول، وإياكم والتدبير فإن الله غيور، وليكن وردكم: اللهم انصر سلطاننا، وآمنّا في أوطاننا، واكشف عنّا البلاء، أنت حسبنا ونعم الوكيل.”


“ بين الاستبداد والعلم حربٌ دائمة وطرادٌ مستمرٌ ، يسعى العلماء في تطوير العقول ويجتهد المستبد في إطفاء نورها والطرفان يتجاذبان العوام ”


“فالقاتل، مثلاً، لا يستنكر شنيعته في المرّة الثّانية كما استقبحها من نفسه في الأولى، وهكذا يخفّ الجرم في وهمه، حتّى يصل إلى درجة التّلذّذ بالقتل كأنّه حقّ طبيعيّ له، كما هي حال الجبّارين وغالب السّياسيّين، الّذين لا ترتجّ في أفئدتهم عاطفة رحمة عند قتلهم أفرادًا أو أممًا لغايتهم السّياسيّة، إهراقًا بالسّيف أو إزهاقًا بالقلم، ولا فرق بين القتل بقطع الأوداج وبين الإماتة بإيراث الشّقاء غير التّسريع والإبطاء.”


“المستبد لا يستغنى عن أن يستمجد بعض افراد من ضعاف القلوب الذين هم كبقر الجنة لا ينطحون ولا يرمحون، يتخذهم كنموذج البائع الغشاش، على انه لا يستعملهم في شئ من مهامه فيكونون لديه كمصحف في خمارة او سبحة في يد زنديق . وربما لا يستخدم بعضهم في بعض الشئون تغليطآ لأذهان العامة في أنه لا يتعمد استخدام الأراذل والأسافل فقط ، ولهذا يقال أن دولة الاستبداد دولة بله واوغاد..عبدالرحمن الكواكبي، الاعمال الكاملة..”