“كانت كريستينا دائما في المساء المرأة التي ماتت بينما تعيش في الوقت نفسه عزاء ممتدا على غيابها الذي باغتها”
“تعودنا دائما الحديث عن إنجازاتنا وفتوحاتنا الفكرية والثقافية، ونجد في الوقت نفسه صعوبة بالغة في الحديث عن الاشياء التي لم نفهمها والاخطاء الثقافية التي وقعنا فيها، وهذا يعود الى البيئة الاجتماعية التي لا تفتأ تلحّ على الظهور بمظهر الكمال في كل الظروف والاحوال!”
“في الوقت نفسه الذي كانت تتمسك في الجماعات الاسلامية بالدين للدفاع عن نفسها وتعبئة صفوفها ضد التسلط الاجنبي كان يدخل في الوعي الاسلامي شيئا فشيئا, وتحت تأثير الهزائم المتواصلة, الشعور بالضعف والعجز وعدم الثقة بالذات. وشعور المستضعفين هذا على الساحة الدولية يعادل شعور المستضعفين من الاقليات على الساحة المحلية. ويزيد من هذا الشعور تعقيدا ذكريات الامجاد الاسلامية التليدة التي كانت ترجع دائما في الثقافة الاسلامية الى التمسك بالدين وبالعودة الى النص القرآني لرأب الصدع وتحقيق الوحدة والاستقرار.”
“كان صمت رهيب يحتوي هند التي كانت تجلس في غرفتها وحيدة بلا حراك يذكر، شاردة البال، عيناها مثبتتان على لوحة معلقة على الحائط تملكها منذ أن كانت صغيرة، ورغم ثبات عينيها على هذه اللوحة في هذه اللحظة إلا أنها لم تكن تراها؛ فهي في عالم آخر تماماً، كل شئ سار بسرعة.. وهرب أيضاً بسرعة.. وانتهى في لحظة واحدة، لم تكن تدري في لحظاتها هذه إن كانت بالفعل تعيش واقعاً أليماً أم أن الواقع الأليم هو من يعيشها على مر حياتها التي تراها مريرة للغاية، ولكن الحقيقة التي طالما هربت منها هي أنها من تختار ذلك الواقع الأليم دوماً لتعيشه بملء إرادتها حتى أدمنته، فأصبح جزءاً تعيش له وتشكو منه في الوقت نفسه.”
“وكانت العلاقة التي قامت بينهما مختلفة عن الحب الذي تصورته دائما، الحب المصحوب بالحرقة واللوعة والغيرة والشك والأرق، الحب الذي عرفته عن طريق روايات السينما وروايات الغرام. كانت شيئا هادئا حلو نمى نموا مطردا وفصلها عن الخيال، وربطها بالأرض، وجعلها تشعر لأول مرة في حياتها، أنها تسير على أرض صلبى وجميلة في ذات الوقت..”
“الفَتاة التي كانت تُحبك بدأت تَعتاد مِعطف الغِياب الذي ألقيته على وجهها في آخر لِقاء !”