“وأماالجندية فتفسد أخلاق الأمة حيث تعلمها الشراسة والطاعة العمياء والاتكال , وتميت النشاط وفكرة الاستقلال وتكلف الأمة الإنفاق الذي لا يطاق , وكل ذلك منصرف لتأييد الاستبداد المشؤوم : استبداد الحكومات القائدة لتلك القوة من جهة واستبداد الأمم بعضهاعلى بعض من جهة أخرى”
“ففي الطور الذي يحدث فيه التغيير يصبح فيه الإنسان متناقضًا. فهو من جهة يهدم الماضي بيديه, ومن جهة أخرى يستشعر في ذاته ضغط ذلك الماضي وأثره”
“إن المرأة هي المكان الوحيد الذي يجعل من الجهات الأربع جهة واحدة لا يمكن تحديدها”
“لقد ضمنت الأوقاف - إلى جانب الأمن المادي- أمنا فكرياً وروحياً، عندما جعلت الإنفاق على العلم والعلماء وعلى مؤسسات البحث والفكر من قبل "الأمة" لا "الدولة" فحررت الرأي والفكر من استبداد السلاطين، حتى لقد عرفت مؤسسات العلم الإسلامي من "شيوخ الإسلام" و"حججه" و من "سلاطين العلماء" و"سلاطين العارفين" من زاد سلطانهم على سلطان الملوك والأمراء!”
“من الأمور المقررة طبيعةً وتاريخياً أنه ما من حكومة عادلة تأمن المسؤولية والمؤاخذة بسبب غفلة الأمة أو التمكن من إغفالها إلا وتسارع إلى التلبس بصفة الاستبداد، وبعد أن تتمكن فيه لا تتركه وفي خدمتها إحدى الوسيلتين العظيمتين: جهالة الأمة، والجنود المنظمة”
“إن المراحل التاريخية التي ينعم بها الإنسان بالاستقرار ... هي تلك التي بحدث فيها توافق بين المكتوب من جهة والواقع من جهة أخرى. لكن المراحل المطمئنة بهذا التوافق لا تمتد إلى أخر الدهر.. فتحدث فجوة بين الوارد في الكتب والأمر الواقع.. فإما أن نعدل من المكتوب بمكتوب جديد يلائم الواقع الجديد - وتلك هي سنة التقدم - وإما أن نحاول ارجاع الواقع الجديد إلى الوراء ليعود ملاءمته القديمة مع ماهو مسطور في الكتب، وهي محاولة إذا نجحت كان نجاحها هو نفسه موت الأمة التي نجحت فيه.”