“ربما نام الناس على الحصير فانطبعت عيدانه في جلودهم؛ هل يمنحهم ذلك شبهاً بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي رمق الدنيا بنظرة غائبة؛ لأن فؤاده حاضر مع ربه, يقظان في حضرته, مستغرق في شهوده؟ إن الرجل لا يكون قائداً لأنه عثر على بدلة قائد فلبسها.”
“ولما كان الفهم عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم مشروطاً فيه أن يكون على مرادِ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لا على حسب الأهواء , كان لِزاماً أن يُنظر في مدلولِ اللفظِ الذي تلفَّظَ به الرسول صلى الله عليه وسلم , حتى يكون فهمُ اللفظِ على مراد الرسول صلى الله عليه وسلم”
“صاحب الرسالة جعل المجئ إليه صلى الله عليه وسلم الوارد في الآية عاماً شاملاً للمجئ إليه صلى الله عليه وسلم في حياته وللمجئ إلى قبره صلى الله عليه وسلم بعد مماته، ولم يدر أن اللفظ العام لا يتناول إلا ما كان من افراده، والمجئ إلى قبر الرجل ليس من أفراد المجئ إلى الرجل لا لغة ولا شرعاً ولا عرفاً”
“والذي يعطي ويتقي ويصدق بالحسنى يكون قد بذل أقصى ما في وسعه ليزكي نفسه ويهديها، عندئذ يستحق عون الله وتوفيقه الذي أوجبه (سبحانه وتعالى) على نفسه بإرادته ومشيئته. والذي بدونه لا يكون شيء، ومن يسره الله لليسرى فقد وصل.. وصل في سر وفي رفق وفي هوادة.. وصل وهو بعد في هذه الأرض، وعاش في يسر، يفيض اليسر من نفسه على كل ما حوله وعلى كل من حوله.. اليسر في خطوه، واليسر في طريقه، واليسر في تناوله للأمور كلها، والتوفيق الهادئ المطمئن في كلياتها وجزئياتها، وهي درجة تتضمن كل شيء في طياتها، حيث تسلك صاحبها مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في وعد ربه له: "وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ".”
“من ترك الشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وتحاكم إلى غيره ولو إلى شريعة منسوخة فإنه يكون قد حادَّ الله ورسوله وخلع بذلك ربقة الإسلام من عنقه لأنه يكون بذلك قد جعل لله ندًا في الطاعة والاتباع”
“ولعل من صيغ الأذكار المناسبة لمحنة التعذيب هي الاستعاذة الواردة في قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (أعوذ بك أن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلم) .لأن الانهيار هو الذي يجر السوء على النفس وعلى المسلمين. وفي النهاية فإن ما يذهب بمحنة التعذيب وكأنها لا تكون هو تذكر عذاب الله وعدم المقارنة بين فتنة الناس وعذاب الله كما في قوله سبحانه: {ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذى في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله} [العنكبوت: 10].حيث لا وجه للمقارنة..”