“وهكذا وقف الشعب والحكومة وجها لوجه، أيهما يقتل أكثر، أيهما يبطش ويخرب؟، كانت الحكومة تعتبر الشعب هو المسرح الذي تطلق فوقه صيحة عنف وصرخات غضب متواصلة، كانت تريد أن تجسد فيه القسوة بصورة كاملة، إنه نوع من أنواع عبادة الدم، نوع من الإرهاب كما هو في الديانات القديمة، إنها تجعل الإيمان بالقتل مثل النشوة الروحية تشيعان بين الناس كالعدوى، كانت تعيد لتلك العبادات سحرها، فالشعب هو المسرح الذي تؤدى فوقه هذه المهمة، تقتل وفقا لطقوس، تجعل للقتل شعائر يمكنها أن توقظ فيه هذه الغرائز جميعها، والشعب هو الآخر يطلق صرخاته بعضا على بعض، إنه يفتك بنفسه، ليتوهج ويبلغ النشوة من جديد .. يصبح الموت نوعا من النكروفيليا، نوعا من حب الأجساد المهشمة والمخلعة، الشعب يحب الدم وهو يتدفق، ليبث الروح في الأحاسيس جميعها”