“لقد علّمها هاشم عبد السّلام قبل يومٍ واحد أنهَا ليسَت بأقلّ من الرّجل،وأنّهُ ليسَ بالخُبزِ ولا بالحُب وحدهُ يحيَا الإنسَان..”
“ليس بمقدور المرء أن يصدر حكماً على علاقة يمسك بها طرف واحد،أما جانبها الآخرُ فيظلُّ سائباً..ذلك انّ سَلمَى من جهتها لم تشعُر به أغلب الظن-ولعلّها شعرت-ولكنّها ليسَ ذلك الشّعور المتفرّد الذي يناديها ويلح عليها:إنهُ هُو!”
“من هنا وهناك،وعبر هذا الشّارع،وذلكَ الزُّقاق كان النّاسُ يتدفّقُون،ليسَ ثمّة فقيرٍ أو غنيّ هاهنا،ليسَ ثمَّةَ كبيرٍ او صغير..إنَّهُم يتوحَّدُون اللحظة/ينصَهرُون/يتجاوزُونَ عالمهَم الذَّاتيَّ المحدُود،لكَيْ يَضعُوا وُجودَهُم على صَعيدٍ وَاحِد أمامَ الله/والتّاريخ/والضّمِيرْ..”
“في لحظاتِ المصير،ليسَ ثمَّةَ خَيار،فإمّا الأمن والاستقرار/وإمّا الخوف والمطارَدَة والغُربة،لكنّهُ امنٌ يخفي وراءه الخزي والذلّة/وتغرُّب يمنحُ الإنسان المُؤمن أعزُّ ما يطمحُ إليه:التوحُّد..”
“وما كان يحس به عبد الرحمن ويقوله،كان يتصادى في نفوسِ المصلين جميعاً..سَلمَى احسّت من جهتها بتوقُّدٍ أكثر،وكانت تشعرُ بسعادةٍ غامرة وهي ترَى آخر شرخٍ في وجدانها يتضاءل ويختفي..ليس بمقدور خطيبها بعد اليوم أن يسحبها ثانية إلى مواقع التردد والازدواج..”
“مالها وما يجري في البلد؟ولكن لا بأس،سيحاول المرّة تلو المرّة ان ينتزعها من التيّار،أن ينقذها من الهدير المخيف الذي اختارت أن تذهب إليه بإرادتها لكي ياخذها بعيداً صوب الضفاف النائية،حيثُ لا قاتل ولا مقتول،وحيثُ تختفي لغة الرصاص،لكي تحلَّ محللها كلمات العشق والمحبّة..”
“ولا أعتقد أن مثقفاً جاداً يحترم الإنسان يمكن ان يبرر الطغيان،أو يسمح لنفسه أن يغدو أداة لحمايته..”