“لا تصالح علي الدم .. حتي بدم! لا تصالح! و لو قيل رأس برأسأكل الرؤوس سواء؟ أقلب الغريب كقلب أخيك؟! أعيناه عينا أخيك؟ و هل تساوي يد ... سيفها كان لكبيد سيفها أثكلك؟”
“لا تصالح على الدم.. حتى بدم!لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍأكلُّ الرؤوس سواءٌ؟أقلب الغريب كقلب أخيك؟!أعيناه عينا أخيك؟!وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لكبيدٍ سيفها أثْكَلك؟سيقولون:جئناك كي تحقن الدم..جئناك. كن -يا أمير- الحكمسيقولون:ها نحن أبناء عم.قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلكواغرس السيفَ في جبهة الصحراءإلى أن يجيب العدمإنني كنت لكفارسًا،وأخًا،وأبًا،ومَلِك!”
“لا تصالح ..ولو حرمتك الرقادصرخاتُ الندامةوتذكَّر..(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)أن بنتَ أخيك "اليمامة"زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-بثياب الحدادكنتُ، إن عدتُ:تعدو على دَرَجِ القصر،تمسك ساقيَّ عند نزولي..فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-فوق ظهر الجوادها هي الآن.. صامتةٌحرمتها يدُ الغدر:من كلمات أبيها،ارتداءِ الثياب الجديدةِمن أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!من أبٍ يتبسَّم في عرسها..وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،لينالوا الهدايا..ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)ويشدُّوا العمامة..لا تصالح!فما ذنب تلك اليمامةلترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،وهي تجلس فوق الرماد؟!”
“لا تصالحولو توَّجوك بتاج الإمارةكيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟وكيف تصير المليكَ..على أوجهِ البهجة المستعارة؟كيف تنظر في يد من صافحوك..فلا تبصر الدم..في كل كف؟إن سهمًا أتاني من الخلف..سوف يجيئك من ألف خلففالدم -الآن- صار وسامًا وشارةلا تصالح،ولو توَّجوك بتاج الإمارةإن عرشَك: سيفٌوسيفك: زيفٌإذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرفواستطبت- الترف”
“ أو كان الصبي الصغير أنا ؟ أم ترى كان غيري ؟ أحدق لكن تلك الملامح ذات العذوبة لا تنتمي الآن لي و العيون التي تترقرق بالطيبة الآن لا تنتمي لي”
“هل نريد قليلاً من الصبر ؟-لا ..فالجنوبي يا سيدي يشتهي أن يكون الذي لم يكنهيشتهي أن يلاقي اثنتين:الحقيقة و الأوجه الغائبة.”
“لا تصالحْ!..ولو منحوك الذهبأترى حين أفقأ عينيكثم أثبت جوهرتين مكانهما..هل ترى..؟هي أشياء لا تشترى..:ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..وكأنكماما تزالان طفلين!تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:أنَّ سيفانِ سيفَكَ..صوتانِ صوتَكَأنك إن متَّ:للبيت ربٌّوللطفل أبْهل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟إنها الحربُ!قد تثقل القلبَ..لكن خلفك عار العربلا تصالحْ..ولا تتوخَّ الهرب!”