“إن الإنسان بطبيعته ميال إلى رفض الإذلال، ولذلك فإن المهان الذي لا يستطيع رد الإهانة يجب أن يصرفها مثل الفيتامين سي الزائد في الجسم، وهو حين لا يستطيع ردها من مصدرها لابد له من أن يصرفها باتجاه آخر (كأن يبكي مثلاً)، إلا أن الشائع هو التصريف نحو من يستطيع أن يتجبر عليهم.”

ممدوح عدوان

Explore This Quote Further

Quote by ممدوح عدوان: “إن الإنسان بطبيعته ميال إلى رفض الإذلال، ولذلك ف… - Image 1

Similar quotes

“هناك مقولة تكرر الأيام إثبات صحتها، وهي أن مجتمعات القمع، القامعة والمقموعة، تولد في نفس كل فرد من أفرادها ديكتاتوراً، ومن ثم فإن كل فرد فيها، ومهما شكا من الاضطهاد، يكون مهيأ سلفاً لأن يمارس هذا القمع ذاته الذي يشكو منه، وربما ما هو أقسى وأكثر عنفاً، على كل من يقع تحت سطوته، فالمثل المحتذى متوفر أمامه كل يوم في من يضطهدونه، وهو شاء أم أبي يرى فيهم ما يمكنه أن يقلده، ولهذا يتبين أن الموظف الضعيف الهزء والمسخرة له أنياب لاتقل حدة وإيذاء عن أنياب من يهزؤون منه ويسخّرونه أو يسخرون منه، ولا تظهرهذه الأنياب، أنيابه، إلا حين تتاح له الفرصة للترقي الوظيفي، وحين يصبح آمراً على آخرين يستطيع أن يضرهم وينفعهم.”


“ان تصورنا للإنسان الذي يجب ان نكونه أمر ليس مستحيل التحقق, حتى وهو صادر عن تصور أدبي ذهني.ولكن هذا التصور يجعلنا, حين نرى واقعنا الذي نعيشه, نتلمس حجم خسائرنا في مسيرتنا الإنسانية. وهي خسائر متراكمة ومستمرة, طالما أن عالم القمع والإذلال والاستغلال قائم ومستمر. وستنتهي بنا إلى أن نصبح مخلوقات من نوع آخر كان اسمه "الإنسان", أو كان يطمح إلى أن يكون إنسانا, ومن دون ان يعني هذا, بالضرورة, تفيرا في شكله. إن التغير الأكثر خطورة هو الذي جرى في بنيته الداخلية العقلية والنفسية.”


“إن الذي حول الوحوش الضارية إلى مخلوقات مسلية في السيرك, وجعل الفيلة تقف على رؤوسها, والأسود تقفز كالبهلوانات, قد اكتشف أنه يستطيع أن يجري التحويل نفسه على الإنسان, حوله إلى مخلوف مسلوب الإرادة.”


“إن اختناق الناس لوجود الرجل المعلق على الخازوق هو تشبث بالكرامة الإنسانية, فمشهد الألم المستمر إذلال إنساني, أما الموت فهو راحة له, ومن ثم لهم. الموت إذا يساعدهم على اصطفاء بطلهم. وهو الذي يساويهم بالبطل فالناس كلهم متساوون أمام الموت ومعرضون له بالمقدار ذاته, ولكن الألم والتوجع يظهران ضعف الإنسان من جهة, ويمنحان الخصم فرصة للتشفي وللتمتع بانتصاره وتفوقه من جهة أخرى. إن تعذيب الضحية فصل أخير وحقير من فصول المواجهة بين الخصمين حيث يتحكم الطرف الأقوى بالوضع. ويستعرض أمام الآخرين, الذين قد يكونون أعداء أو أصدقاء أو رعية محايدة, ما يستطيع أن يفعله حين يتحكم:"لا تظنوا أنه يمكن أن يأخذني بأحد شفقة".”


“المسألة بسيطة.أن يستيقظ الانسان فيحس بعذوبة الصباح... ثم أن يسمع أصوات صغاره فيحس أنه يحبهم... ثم أن يسير في الشارع فلا يخاف تطاول سلطة أو تهور سائق... ثم أن يرى فتاة جميلة فيحس أنها جميلة. و أن تحس هي بالسعادة لأن عابراً يعجب بجمالها ولا يضطهدها، بعدوانيته الذكورية.. فتسير كالفراشة و قد تبتسم له وهي تقول: صباح الخير... أن يرى زهرة متفتحة فينعشه أريجها... أن يذهب إلى موعد حب و هو مترع بالفرح.. أن يعمل و يحس بالسعادة لأنه أتقن ما يعمله .. ولأن أحداً لن يسرق نتيجة جهده .. أن يحس بأن كرامته أمر مفروغ منه و أن حمايتها مسؤولية عامة لا تحتاج إلى نقاش.. أن يستطيع تعود نفسه، فلا يضحك إلا حين يطرب للنكتة وأن يغضب حين يكون هناك ما يستدعي الغضب.. و أن يحزن -و ربما يبكي- حين يكون هناك ما يستدعي الحزن أو البكاء..تصوروا هذا المستحيل الذي صرنا نحلم به!تصوروا ولا تتورطوا في اعتبار المسألة بسيطة . إنها أكثر تعقيداً مما تتصورون . فنحن لم نعد نفعل ذلك كله. إننا محقونون بقيم قمعية تمنعنا من فعل ذلك كله. قيم شوهتنا و صنعت منا أناساً آخرين غير ما نحن عليه، أو أقل مما كان يجب أن نكون عليه... أشياء أقل من البشر و ما زالت كبرياؤها تمنعها من الاعتراف أنها انحدرت إلى مستوى الحيوان.”


“إن منفذ التعذيب, بعد شحنه بفكر معين وعواطف وأحقاد خاصة, يشعر بأنه يؤدي خدمة خاصة "للسلطة التي يحترمها أو يخافها أو يهابها" أو للإيديولوجيا التي يؤمن بها. وهذه السلطة, هنا, هي الحكومة أو الشعب أو الحزب أو الطائفة أو الجماعة (الإثنية). (الخصم "الحر" يجب ان يصنف على أن لا إنساني, كما يقول دافيد كوبر في ديالكتيك التحرر, "وغير الإنساني يصبح غير إنسان .. وبهذا يمكن تدميره تدميرا تاما من دون أي احتمال لشعور بالذنب").ويقول سارتر في تقديمه لكتاب فرانز فانون (معذبو الأرض): "لما كان لا يستطيع أحد ان يسلب رزق أخيه أو أن يستعبده أو أن يقتله إلا ويكون قد اقترف جريمة فقد أقروا (يقصد المستعمرين) هذا المبدأ: وهو أن المستعمَر ليس شبيه الإنسان. وعهد إلى قواتنا (يقصد القوة الاستعمارية الأوربية) بمهمة تحويل هذا اليقين المجرد إلى واقع. صدر الأمر بخفض سكان البلاد الملحقة إلى مستوى القرود الراقية من أجل تسويغ أن يعاملهم المستوطن معاملته الدواب. إن العنف الاستعماري لا يريد المحافظة على اخضاع هؤلاء البشر المستعبَدين, وإنما يحاول ان يجردهم من إنسانيتهم".”