“من مظاهرها البارزة ازدياد المواقف القائمة على ردود الأفعال والتطرف الفارغ والبرم بكل ماهو قائم ونقده دون تمييز، وضيق الأفق والحيرة واليأس من إنسداد السبل، والقنوط من كل تغيير. ومنها أيضًا تدهور المناخ الفكري وتراجع حدود المناظرة العقلية تحت ضغط التيارات الأصولية الحداثية والتقليدية، وبروز الظواهر الطائفية والعشائرية أو عودتها وانحطاط الممارسة السياسية في شقَّيّها الرسمي والشعبي إلى نوع من الارهاب المتبادل، وتحلّل علاقات السلطة وزوال الأسس القانونية والدستورية للحكم وللمؤسسات العامة، وسقوط الدولة تحت قدام مراكز القوى وخضوعها للمنافسة وتنازع أصحاب المصالح على اقتسامها وحرمان المجتمع بذلك من وسيلة تنظيم وتنسيق أساسية للمصالح العامة، ومن مركز ضروري لتوحيد الإرادة القومية وتجديدة”
“تتعرى البلاد في مركز الشرطة , ويختفي المجتمع المثالي تحت قاذورات تصب من كل الجهات”
“مجتمعات القمع، القامعة والمقموعة، تولّد في نفس كل فرد من أفرادها دكتاتورا، ومن ثمّ فإن كل فرد فيها ومهما شكا من الاضطهاد يكون مهيئاً سلفاً لأن يمارس هذا القمع ذاته الذي يشكو منه، وربما ماهو أقسى وأكثر عنفاً على كل من يقع تحت سطوته.”
“السلطة في المجتمع المتخلف فرصة من أجل التسلط والإستغلال. وهكذا فكل من تمكّن من شئ من قوة أو سيطرة ، فإنه سيسلك النهج نفسه ، لأن ذلك هو النموذج الشائع ، ذلك هو القانون الرسمي الذي يكاد يفرغ من كل معنى ومحتوى في المجتمع المتخلف. إذ ما معنى القانون سوى الإلتزام تجاه الآخرين ؟ ..”
“مواقفنا من القضايا السياسية تتشكل غالباً على ضوء رؤيتنا العامة لانفسنا كفاعلين في السياسية ، وفهمنا لطبيعة العلاقة بيننا وبين المحيط الذي يجري فيه الفعل السياسي”
“لا يظلم الله عبداً من عباده ، ولا يريد بأحدٍ من الناس في شأنٍ من الشؤون شراً ولا ضيراً، ولكن الناس يأبون إلا أن يقفوا على حافة الهوةَّ الضعيفة فتزلُّ بهم أقدامهم، ويمشوا تحت الصخرة البارزة المشرفة فتسقط على رؤسهم.”