“الشعب المصرى شعب مهاود يا (بوى)، كالبوصة الخيرزان تطويها دائرة فى أصبعيك فترة فتتخيل أنه - أقصد أنها - ملك يديك، فإذا ما غفل اصبعك برهة وجيزة اندفع الطرف وارتدت البوصة عصا مستقيمة كأن شيئا لم يكن . هكذا كان يقول عمى الضرير لجلاسه فى مندرتنا، وكلما دعكتنى الحياة فى مدينة القاهرة أحسست أننى يجب أن أكون مثل البوصة الخيرزان لكى أعيش فى هذه البلدة، دون مشاكل ووجع دماغ وكراهية (أولنا ولد)”
“إياك أن تظن أن فى بلادنا شيئا يمكن أن يمنعه الحراس، أو عملا يمكن أن يخلصه المستوظفون بدون أن تعطيهم عن يد وأنت صاغر، وطالما أن جميع القائمين على الشغل فى بلادنا يمدون الأيدى حتى وإن لم يخرجوها من جيوبهم فإن ما تسمونه القانون والضمير والعدل مجرد كلام فى كلام يا (بوى) (أولنا ولد)”
“تنتابنى رغبة قوية فى أن أختفى . ليس فى الإنتحار لأنى أحب الحياة مثل محمود درويش ما استطعت إليها سبيلًا ، ولكن رغبة فى أن أختفى . فى أن لا أكون قد وُلدت أساسًا أو وُجدت . فى أن لا يكون لى اسم أو ذِكر أو أكون قد رأيت ما رأيت أو سمعت أو فهمت .”
“تنتابنى رغبة قوية فى أن أختفى. ليس فى الانتحار لأنى أحب الحياة مثل محمود درويش ما استطعت إليها سبيلاً، ولكن رغبة فى أن أختفى. فى أن لا أكون فد وُلدت أساساً أو وُجدت. فى أن لا يكون لى اسم أو ذِكر أو أكون قد رأيت ما رأيت أو سمعت أو فهمت.”
“أحيانا يداهمنى الشعور أننى لم أعرف أبى بما يكفى، أتساءل فجأة: ما الذى كان يفعله أبى فى هذا الموقف وماذا كان يقول فى ذلك الشأن. حين يفاجئنى هذا الشعور أرتبك.”
“اكتشفت ببؤس أننى -مثل كثيرين جدا- لم أعد أنتظر أى شئ جميل يحدث, لم يعد هناك ما يفرح أو يعد بالفرح. اكتشفت أن وجودى فى الحياة هو لمجرد الاستمرار فيها.. وأننى أعيش فقط بجسارة من صار يحتقر الانتحار !”