“انفصام الشخصية بالذات، هو جنون هذا العصر، وكلنا مصاب به بدرجة أو أخرى.. ولكن العباقرة فقط، والمناضلين السياسيين، والمثاليين، والمؤمنين، والأذكياء والمرهفين هم الأكثر تعرضاً للصحو الكلي : الجنون.. أما الناس العاديون، فهم أقل تعرضاً لهذا الصحو لأنهم لا يرهقون أنفسهم بالتفكير، ويتبنون آلياً المواقف الاجتماعيةالسائدة، ويقصرون وجودهم على التكيف معها!..”
“الناس يدركون في وقت مبكر جداً مبرر وجودهم وربما كان هذا بالذات هو السبب في أنهم يتخلون عنه مبكراً جداً أيضاً، ولكن هذا هو حال العالم.”
“و كذلك الحق لا يجحده الجاحدون لأنهم لا يعرفونه. بل لأنهم يعرفونه! يجحدونه و قد استيقنته نفوسهم، لأنهم يحسون الخطر فيه على وجودهم، أو الخطر على أوضاعهم، أو الخطر على مصالحهم و مغانمهم. فيقفون في وجهه مكابرين، و هو واضح مبين.”
“ومعظم الناس لايرون أنفسهم مبدعون وذلك لأنهم يربطون الإبداع بالتعقيد ولكن الإبداع هو البساطة.”
“الحوار هو نافذة فكرية وشعورية بين الفرد وبين الآخرين, والذي يستغني عن الحوار يعيش منغلقاً على ذاته, لا يرى الأمور إلا من زاويته الشخصية, فيكون أكثر تعرضاً للخطأ, وإن زعم أو ظن أنه أقرب إلى الصواب من سواه, فالصواب ليس حكراً على أحد من دون أحد, ولا زال أهل الحكمة يستشيرون من سواهم في صغير الأمور وكبيرها, لأن الشورى -كالحوار- طلب التعرف على الرأي الآخر. وأغلب الذين يرفضون الحوار يرفضونه بدافع الخوف منه: إما لعجزهم عنه, أو ضعف أدلتهم وقلة ثقتهم بما يؤمنون به من الأفكار, وإما بدافع الجمود والتعصب, وإما خشيةً من تغيير موروثات عاشت معهم وعاشوا معها واكتسبت عندهم القداسة والإجلال.”
“الذين يحاولون استئصال الحقد والكراهية من نفوسهم هم الشجعان فقط، أما الذين لا يحاولون فهم الجبناء والعاجزون”