“اللغة موهوبة في قدرتها على سوء التفاهم”
“قضيت سبعة عشر يومًا في مستشفى رام الله، في غرفة تفتح على دهليز مضاء بالنيون دائمًا، ولم يدخله أي ضوء طبيعي منذ عقود، ولن يدخله أبدًا. وكأن من أسس الهندسة المعمارية للمستشفيات والسجون عندنا فرض (عزلة ضوئية) على المرضى. فالمستشفى والسجن طرفا تشبيه واحد.”
“فأنا أرغب أيضًا أن أنزع الإبر من ظهر يدي، وأستفرغ كل ما في بطني، وفي ذهني، وأحمل كتبي، وجلدي، وثيابي، وأغادر إلى الدير الجواني، وإلى جنائن اللوز. ذهني يشبه هذه القاعة ويحتاج أمكنة واسعة، مقمرة، ومفتوحة على درب التبانات، على على المعمار الإلهي نفسي.”
“- أنظر إلى (المخرج الأخير) يا رجل: ما هو؟مقهى؟- قلت: نعم مقهى، طاولات خشب، ومصابيح "كاز"، ولوحات على الجدران.- لا! لا! هذا المقهى كان حلمًا في خيال صاحبه! وبناه. والآن نحن نلعب الشطرنج في داخل حلم صاحب المقهى، في دهاليز حلم سابق. تخيّل! توجد مجرّة مضيئة ومنفصلة، وتدور حول محورها، وتسبح في داخل كل ذهن.”
“في ليلة ما لاحظت بأن اللوز بدأ ينور في طرف فرع صغير للوزة قرب البئر. وبدا النور فراشات بيضاء توالدت من ضوء القمر. في معتقدات العرب قبل الإسلام أن أي أنثى تتعرض عارية لضوء القمر تحبل منه، وبالتالي، كن يطفن عاريات حول الكعبة في موسم الحج وأياديهن على عورتهن، وينشدن:اليوم يبدو بعضه أو كله ** وما بدا منه فلا أحلهوكل لوزة عندي أنثى عارية في موسم حج وثنيّ.”
“إن الجنين يسمع صوت الدورة الدموية في رحم أمه وكأنه هدير بحر، وبعد الولادة يغفو على أي صوت يشبه هذا الهدير الرحمي، أي الإيقاع الاول.”