“ لقد قرر المجتمع أن يطبق قاعدة "لاتزرعوا العنب لكي لا يصنع منه أحد خمرا" فالخمر حرام. ولهذا سيصبح العنب حرام لأن الحمر يصنع من العنب. وكل ما يمكن استخدامه لصناعة أو شرب الخمر سيصبح أيضا حراما. حتى الكؤوس صناعتها واقتناؤها حرام, إذ لربما سكب أحدهم فيها بدل اللبن خمرا.”
“عندما يبلغ الذكر 18 سنة أو أكثر قليلا في مجتمعنا يتوقف تدخل الأب في حياته ويبدأ بصحبته. وعندما تبلغ الأنثى 30 أو 40 أو 50 عاما,فلن يستغرب أحد أن يتخذ الأب أو الأخ أو الزوج قرارا بشأنها ولن يستغرب أحد أيضا لو ردد الأب عبارة بنتي وأنا حر فيها.”
“ إن أكبر مايعانيه المجتمع ومايجعله ثابتا لايجيد التقدم إلى الأمام خطوة واحدة هوأن الناس فيه يرون النسبي مطلقا والأحكام عندهم قطعية ونهائية وهذه الرؤية الضيقة والمتحجرة جعلت من الصعب على المجتمع أن يتخلى عن أفكاره حتى ولو بدا له وجود خلل في بعضها على الأقل.”
“ وابن كثير على ماله من مكانة بين المفسرين يحط كثيرا من قدر المرأة إذا تناول بعض الآيات بالشرح والتفسير. فمثلا في تفسير قوله تعالى: "ولاتؤتوا السفهاء أموالكم" قال: السفهاء هم النساء والأطفال". هكذا فهم الآية وهكذا فسرها. وهذا يعني أن الرجل حتى وإن كان فاسقا مقامرا مصنعا للخمر أو متاجرا بها أو شاربا لها أو حتى وإن كان لوطيا فاجرا أو مجرما يشعل الحروب ويقتل الناس فإنه يخرج من دائرة السفهاء.”
“ ولكن مناقشة موضوع اضطهاد النساء بأي صورة سيجعل كل من يقول مالديه ويخالف ماألفه الناس ذا أهداف خفية ونوايا سيئة في نظر الكثير داخل مجتمعنا حتى وإن استشهد بكتاب الله وسنة رسوله, ويظل متهما بالمؤامرة على المرأة أو داعيا للانحلال والرذيلة, وكأن الانسان في هذا الوطن ينام ويصحو في رذيلة إلا إذا وقفوا على حراسته ومراقبته. والمنادي بتحرير التساء متهم كما أسلفت بالآمر أو بالدعوة إلى الرذيلة, وكل متهم مذنب حتى وإن ثبتت براءته. ولكن هانحن أمام خيارين:أحدهما موقف القران الكريم من المرأة ورسول الله من كافة نسائه.أما الثاني فهو موقف التراث الذي يملأ ثقافتنا المكتوبة والشفهية.”
“عاد الناس إلى جاهليتهم وظلت بقايا النظرة الدونية متوارثة عبر الأجيال إلى يومنا هذا برغم التدين الشديد الظاهر على المجتمع,لكنه تدين انتقائي يختار المجتمع فيه من الدين مايراه مناسبا لأهوائه ويغفل تطبيق مايلزمه بما لا يريد الالتزام به, أويقومون بتأويل آيات الله حسب مايرونه مناسبا لهم لا كما يتناسب وعدل الله وسماحة الدين ويسره.”
“ إن عرقلة التنمية تنشأ لان المجتمع في مجمله ترك الدين كفطرة ينشأ عليها الانسان واعتبره أداة يستخدمها من أجل أهداف أيدولوجية يسعى لجعلها مهيمنة في كل مكان ويرى أن على كل شخص أن يدخل ضمنها.يكاد المجتمع أن يكون مقسوما إلى قسمين لبسا متساويين. نصف للمتزمتين وآخر لغير المتزمتين. وكأن الإسلام في حوزة فريق دون الآخر. ومعنى الالتزام- التقيد بمظهر معين يعطي إشارة إلى أن صاحبته التزمت بهذا المظهر في لباسها تحديدا, وقد يتبعه التزام في العبادات والمعاملات مع خلو المعنى عند الكثيرات ولا أقول الجميع من بعض القيم التي يفترض بالمسلم المثقف إدراكها ومنها على سبيل المثال إتقان العمل واحترام الآخر والحوار.”