“كان على الماركسية أن تقبل درجة من الحرية الفردية وأن يتقبل الدين استعمال شئ من القوة، إذ يبدو واضحاً أن الإنسان وهو يمارس حياته الواقعية، لا يمكن أن يعيش وفقاً لفلسفة ثابتة.”
“يبدو أن الإنسان لا يمكنه أن يكون ملحدا وماديا مخلصا حتى ولو أراد ذلك من قلبه. يبدو أن قوة الماركسية جاءت من عدم ثباتها على المادية.”
“لم يكن لدى إبسن أي شئ ضد الاضطهاد لأنه يقول مالذي يمكنه أن يوقظ فينا حب الحرية؟..عندما علم بأن الجيش الإيطالي حرر روما لم يكن مسرورا بشكل خاص, وقال علي أن أعترف بأن النضال من أجل الحرية هو الشئ الذي يعجبني من الحرية, الحصول على الحرية لايهمني. تعليقي : هكذا يفكر الإنسان الذي يعيش في الحرية, ولاأعرف إذا كان إبسن سيفكر بالحرية لو أنه في مثل ظروفي؟!!”
“من اللحظة التي طُرد فيها آدم من الجنة لم يتخلص من الحرية ولم يهرب الى المآساة ، فهو لا يستطيع أن يكون بريئًا كالحيوان أو الملاك ، إنما كان عليه في أن يختار في أن يكون خيّرًا أو شريرًا ، ، باختصار أن يكون إنسانًا ، هذه القدرة على الاختيار بصرف النظر عن النتيجة ، هي أعلى شكل من أشكال الوجود الممكن في هذا الكون .”
“والحضارة في خلقها الدائم لضرورات جديدة و قدرتها على فرض الحاجة على من لا حاجة له ، تعزز التبادل المادي بين الإنسان وبين الطبيعة وتغري الإنسان بالحياة البرَّانية على حساب حياته الجوانية. ((انتج لتربح واربح لتبدد)) هذه سمة في جبلة الحضارة ، أما الثقافة فتميل إلى التقليل من إحتيجات الإنسان أو الحد من درجة إشباعها ، وبهذه الطريقة توسع في آفاق الحرية الجوانية للإنسان.”
“إن قضية الخلق هي في الحقيقة قضية الحرية الإنسانية فإذا قبلنا فكرة أن الإنسان لا حريّة له، وأن جميع أفعاله محددة سابقًا ـ إما بقوى برانية أو جوانية ـ ففي هذه الحالة لا تكون الألوهية ضرورية لتفسير الكون وفهمه، ولكن إذا سلمنا بحريَّة الإنسان ومسؤوليته عن أفعاله، فإننا بذلك نعترف بوجود الله إمّا ضمنًا وإما صراحةً، فالله وحده القادر على أن يخلق مخلوقًا حرًا فالحرية لا يمكن أن توجد إلا بفعل الخلق، الحرية ليست نتيجةُ ولا إنتاجًا للتطور ... قد يتمكن الإنسان عاجلاً أو آجلاً ..في تشييد صورة مقلدة من نفسه، هذا الشيء/المسخ لن تكون له حريَّة، إنه سيكون قادرًا على أن يعمل فقط ما تمت برمجته عليه. وهنا تتجلى عظمة الخلق الإلهي الذي لايمكن تكراره أو مقارنته بأي شيءٍ حدث من قبل أو سيحدث من بعد في هذا الكون.”
“إن التقدم العلمي مهما كان واضحاً بارزاً، لا يمكنه أن يجعل الأخلاق والدين غير ضروريين.فالعلم لا يعلم الناس كيف يحيون، ولا من شأنه أن يقدم لنا معايير قيمية. ذلك لأن القيم التي تسمو بالحياة الحيوانية إلى مستوى الحياة الإنسانية تبقى مجهولة وغير مفهومة بدون الدين. فالدين مدخل إلى عالم أخر متفوق على هذا العالم، والأخلاق هي معناه.”