“الجغرافيا كانت طعاما لا يستطيع ذهني ابتلاعه , و لم يبق من كل دروس الجغرافيا في ذهني غير عبارة تقول : حار جاف صيفا , دافئ ممطر شتاء و رغم انني عندما أكبر سأصير عاشقا للأماكن إلا أنهم كانوا يدرسون لنا الجغرافيا بأسلوب تقليدي بعيد عن الحب”
“لأنك تعودت علي الحب ، ولأنك الآن تخاف خيانة المحبين ، لم يبق إلا أن تبدأ رحلة ضياعك العظيم في الأرض . وليبدأ عطشك لنوع جديد من أنواع الحب .. نوع لا احتمال فيه لخيانة الغروب ولا وجود فيه لغير جلال الحب وحده .. هل تجد غير الله ؟!”
“ماء الوضوء منعش والهواء جاف في صحن المسجد وهناك عدد لا بأس به من النائمين جوار الجدران.الهواء طيب حقاً ويدفع إلى النوم ... الله أكبر .. بسم الله الرحمن الرحيم .. قرأت الفاتحة وسورة صغيرة ثم ركعت .. استقمت وحمدت الله وسجدت .. كنت أتمتم بكلمات الصلاة وذهني نصف مشتت .. سبحان ربي العظيم .. سطعت في ذهني الدرجة الثانية التي أسعى إليها منذ ثلاث سنوات .. سبحان ربي الأعلى .. فكرت في زميلنا البليد الذي نالها قبلي وتعداها وصار وكيلاً للوزارة ... سمع الله لمن حمده ... سمعت صوت كلاكس سيارة عابرة ، وتحسرت أنني لم أشتر سيارة إلى اليوم .. التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله ... نسيت أين وضعت علبة السجائر ، على الكومودينو أو في درج المكتب ... سبحان ربي الأعلى .. نسيت أن أحضر لزوجتي لفة قمر الدين .حدث لي شئ غريب وأنا ساجد ، لم أعرف هل هذه السجدة الأولى أم الثانية .. لو كانت السجدة الأولى فعليَّ أن أسجد مرة ثانية .. ولو كانت الثانية فهل أسجد ثلاث مرات ؟!!.. فكرت قليلاً ثم قررت أن آخذ بالأحوط وأسجد ... كنت أبذل مجهوداً حقيقياً للتركيز وعدم السهو والسرحان .. ولكن ذهني كان يمتلئ بتيار جار وسريع من المشاكل والأفكار والمشاغل .. انتهيت من الصلاة فسلمت ثم أمسكت المسبحة ورحت أسبّح.سبحان الله .. الحمد لله .. تذكرت أين وضعت علبة السجائر .. وجهزت في ذهني ما سأقوله لزوجتي عندما تسألني عن قمر الدين ..صعد الإنسان إلى القمر .. ونزلنا نحن لقمر الدين”
“لم تكن تعرف أن الحب لا يجىء حين يجيء إلا هكذا . اما ان يكسر الانسان اسوار الذات و يخرج . واما ان يظل حبيس حبه لنفسه فلا يعرف ابدا مذاق الحب”
“حـمى رب البيت بيته لحكمة عليـــا .. لم تكن هذه الحماية تكريما لمن يعيش في البيت وقتذاك .. و لا كانت استجابة لدعاء الوثنيين و عباد الأصنام الذين يملأوون ساحاته .. كان سبحانه و تعالى يريد بهذا البيت أمرا .. يريد أن يحفظه ليكون مثابة للناس وأمنا .. ليكون نقطة تجمع للعقيدة الجديدة تزحف منه حرة طليقة نحو أرض حرة آمنة .. لا يهيمن عليها أحد من الخارج .. و لا يسيطر عليها من يحاصر الدعوة .. ذلك ان هناك في بيت من بيوت مكة .. جنين لم يولد بعد .. أمه تحمل اسم آمنة بنت وهب .. و أبوه عبد الله من سادات العرب .. و الطفل لم يولد بعد .. و لم يكلف بعد بالنبوة .. و لم يحمل الاسلام ثقيلا على كاهله و رحمة للعالمين .. ثم يجيء أبرهة يريد أن يهدم هذا كله .. دون أن يعرف هذا كله .. إن مأساة أبرهة - برغم ظلمه - أنه حاول اعتراض المشيئة الإلهية .. فسحقته المشيئة الالهية بمعجزة صامتة و خاطفة”
“ما يعذب إنسانا قد لا يكون كافيا لتعذيب إنسان آخر, و النار التي تشتعل حولنا قد تحرقنا فنموت, و بذلك يتوقف العذاب, غير أن هناك نارا تشتعل داخلنا فلا نموت, تحرقنا و نحن أحياء, تقوضنا من الداخل و تنتشر يوما بعد يوم و نحن نعيش, تأكل الجلد الذي يموت و تجدد الخلايا, أي شئ أرهب من هذه النار, أسير في حدائق الندم, انفتحت أمامي كل أسوارها فجأة.”
“علمونا أن مناخ جمهورية مصر العربية حار جاف صيفا دافئ ممطر شتاء ، لكنه الآن لم يعد لا هذا ، ولا ذاك ، ففصل الصيف صار أغلب شهور السنة لا تحس الربيع ، والخريف قط ، أما الشتاء فصار بردا قارصا كما لو كنا في أوروبا”