“أحس أحياناً بتعب شديد، تعب من يعى مسبقاً ثقل النهايات، قصيرة هى لحظات الاكتمال، نتمناها أبدية، و نخافها متى حلّت، كعاشق الجبل، يتسلقه عمراً و لا يمضى فى القمة سوى لحظات.”
“نحن نختلس من أقدارنا لحظات.. لحظات تخبرني أنني حمقاء و أنك أكثر حماقة مني”
“كخروج السم من الجسد .. تمهيدا للشفاء التام .. استرجع لحظات كنت أظنها صادقة الآن أراها غير واضحة و لا اصدقها .. لحظات ضحكنا معًا و لعبنا و البوح بأسرارنا فى شكل مؤامرة ندبرها على الزمن .. الآن يردها لنا الزمن و يفرق بينا .. باختيار واحد منا .. يا ليت اللحظات الحلوة تتجمد و لا تتحرك و تتركنا فى نشوتها سعداء .. او يا ليتنى أملك زر أمسح بيه أصوات ضحكنا على نكتة اشتركنا فى صياغتها .. يا ليت”
“هكذا هى الحياة لوحة لا تتم و أنشودة لا تكتمل .. و سيمفونية مبهجة أحياناً .. و شجية أحياناً .. و ناقصة غالباً ،،،”
“ كنت أحس بأن يد الله قد ألقت بى فى تجربة فى لحظة من لحظات تاريخ الرعب البشرى . لحظة أول رعب نووى بلا حرب تعيشه الإنسانية .و إنى لمؤتمن على هذه اللحظة - ككاتب - فى حدود طاقتى و المتاح لى ( لكونى أجنبياً ) , و من ثم رحت أتعرض لما لا يعلمه إلا الله و السلطات العليا السوفيتية من جرعات إشعاعية . لم أستطع البقاء فى غرفة مغلقة النوافذ حين كان الربيع الشهير فى كل الدنيا - " ربيع كييف " - يزدهر بتوحش .. يتأجج بخضرة كثيفة و زهور و طيور و ثمار شتى تحت مظلة من الرعب النووى المحقق . الرعب اللامرئى الذى كنت فى أعماق قلبى لا أخشاه , ربما لأننى لم أكن أحسه , و أكثر .. لأننى أوقن فى قرارة نفسى أننى ابن موت . واحد من بشر قصار العمر يحيون فى العالم الثالث المكروب , فى الجنوب المتهالك , حيث القاعدة هى الشقاء و الموت المبكر , أما الاستثناء فأن يسعد الناس و يعمرون .”
“اذن فى قلب الأشياءجميعها بذرة سقوطها، كلما اقتربنا من القلب شارفنا انقلاب الحال، لا مناص من الهبوط و بعد القمة ليس هناك سوى الانحدار، نصل للب الموضوع فيطيح بنا الانفجار.”