“الحلم وقد أسىء فهمه: إن أصل كل ميتا فيزيقا هو كون الإنسان، فى الأزمنة الأولى لحضارة لما تزل بدائية، قد اعتقد أنه اكتشف فى الحلم عالما حقيقيا ثانيا. لولا الحلم لما وجد الناس أدنى سبب لتقسيم العالم إلى قسمين. إن انفصال الروح والجسد يرتبط هو كذلك بأقدم تصور للحلم تماما مثل فرضية صورة جسدية للروح، كما يرتبط به إجمالا أصل كل اعتقاد فى الأرواح، وربما أصل الإيمان بالآلهة. "إن الميت يظل حيا، لأنه يظهر للأحياء فى الحلم.": هذا هو الاستدلال الذى ساد فيما مضى طيلة ألفيات.”
“إن العالم ينفق كليّة طاقاته في مقولات الـ (نعم)و (لا) ضمن نقد ما فكر فيه غيره؛ أما هو فإنه لم يعد يفكر”
“أسأل الرجل الذى صادفته فى حلم الرجل الآخر: إن سلكت إسفلت هذه الطريق، هل أصل؟يقول: إلى أين؟أقول: لا أدرى، ولكن هل أصل؟يقول: لم أدر من قبل أنّ طريقاً قد تفضى إلى هناك؟ويقول:ربما قلبكَ هو الطريق.”
“بدو أن الفلسفة اليونانية تبدأ بفكرة غريبة، و هي أن الماء أصل كل الأشياء. هل من الضروري حقا أن نتوقف عند هذه الفكرة، و أن نأخذها على محمل الجد؟ نعم. و ذلك لثلاثة أسباب:أولا، لأن هذه المسلمة تتناول بطريقة ما أصل الأشياء، و السبب الثاني، لأنها تتناوله بدون صور و بمعزل عن السرد الخيالي، و أخيرا، السبب الثالث، لأن هذه العبارة تتضمن و لو بشكل أولي، فكرة "أن الكل واحد". حسب السبب الأول، ما زال طاليس ينتمي إلى طائفة المفكرين الدينيين و الخرافيين، و لكنه يخرج عن هذة الطائفة للسبب الثاني، و يظهر لنا كواحد من علماء الطبيعة. أما السبب الثالث فيجعل منه أول فيلسوف يوناني.لو قال إن: "الماء يتحول إلى تراب" لكان لدينا مجرد فرضية علمية خاطئة، على الرغم من صعوبة تفنيدها، لكنه يتخطى الإطار العلمي المحض. لا يمكننا القول أن طاليس، من خلال عرضه لفرضية وحدة الكون على حضور الماء، تجاوز المستوى الأدنى للنظريات الفيزيائية في عصره، و لكنه خطا خطوة واحدة. إن الملاحظات المبتذلة، و غير المتماسكة و الاختبارية، التي كونها طاليس حول حضور عنصر الماء و تحولاته الفيزيائية، و و بالتحديد الرطوبة؛ هذه الملاحظات لم تكن لتسمح، أو حتى لتوحي بهذا التعميم الواسع. إن ما دفعه إلى ذلك، مسلمة فلسفية صادرة عن حدس فلسفي، و الذي نصادفه في جميع الفلسفات، التي تحاول مع مجهودات متجددة باستمرار، التعبير عن هذه المسلمة، بشكل أفضل، إنه مبدأ: "الكل واحد".”
“فن التفكيرإن أكبر تقدم حققه الناس هو كونهم تعلموا أن يفكروا بدقة.ليس هذا شيئا طبيعيا جدا مثلما يفترضه شوبنهارو حين يقول “كل الناس قادرون على التفكير ،قليل من الناس من يستطيع أن يصدر حكما ”،ولكن التفكير شيء تم اكتسابه ،بشكل متأخر ولازال لم يثبت سلطته.في العصور القديمه ،كان التفكير الخطأيشكل القاعدة:وميثولوجيات كل الشعوب ،سحرها وخرافتها،عبادتها الدينية،قانونها،كل هذا معين لاينضب من الحجج المؤيدة لهذا الإفتراض”
“إن كل صبواتك ستغدو فضائل بالنهاية، وكل شياطينك ملائكة تصير”
“والحق إنني أكره أيضاً من يرون كل شئ حسناً ويرون هذا العالم خير العوالم، إن هؤلاء إلا القانعون يرتاحون لكل شئ ويتذوقون كل شئ، وما بهذا يستدل على الذوق السليم، أما أنا فأُجلُّ الفم الحساس المتصعِّب الذي يعرف أن يقول ( أنا ) وأريد ولا أريد”