“وكشف التقارب المتزايد بين حماس والجهاد، من ناحية، وقيادة السلطة الفلسطينية، من ناحية أخرى، عن رؤية واقعية متنامية لدى الإسلاميين. فبالرغم من إيمانهم العميق بأن الحق الفلسطيني، العربي والإسلامي، في فلسطين لا يتجزأ، ورفضهم الاعتراف بدولة إسرائيل، بات الإسلاميون الفلسطنيون يدركون أن التحرير الكامل هو مشروع بعيد المدى.”
“إننا لا نريد أن ننتقد جمود الفكر الديني من ناحية .. ثم نمارس جموداً في الفكر السياسي من ناحية ثانية.كما أننا لا نريد أن نحث الإسلاميين على حسن قراءة الواقع والالتصاق به في جانب .. بينما نفاجأ بالسياسيين يديرون ظهرهم للواقع ويتجاهلون عناصره ومعطياته.”
“التطور في الديانات محقَّق لا شك فيه، ولكنه لم يكن على سلَّم واحد متعاقب الدرجات. بل كان على سلالم مختلفة تصعد من ناحية وتهبط من ناحية أخرى.”
“قضية فلسطين هي - أولاً وقبل كل شيء - قضية العرب . فعلى الرغم من تعرض أكثر من جزء في الوطن العربي للاحتلال - وبعضها لا يزال - فإنه لم يحدث أن احتل أي منها تلك المكانة التي احتلتها فلسطين في الوجدان والذاكرة والواقع العربي ، لا لأن فلسطين أغلى من أي جزء آخر في الوطن العربي ، وإنما لأن المشروع الصهيوني - الإمبريالي الذي استوطن فلسطين ، تخطى بأهدافه المباشرة والبعيدة أي احتلال آخر لأي جزء من الوطن العربي .لقد مثل احتلال فلسطين التحدي الأكثر تاريخية وشمولا . وبكلمات أخرى : إنه التحدي الكامل لكرامة العرب وتاريخهم وحضارتهم . يضاف إلى هذا أن المواطن العربي تلمس وأحس ، بعقله وبقلبه ، أن فلسطين لم تكن سوى رأس الجسر الذي سينتشر منه السرطان الصهيوني إلى سائر جسد الأمة العربية . ذلك بأن المشروع الصهيوني والقوى الداعمة له يمثلان ، منذ قيام إسرائيل ، القوة الأولى المانعة لتقدم الأمة ووحدتها ونهوضها .”
“ونحن مدركون عسر التوفيق بين تدين يوفر الراحة والطمأنينة من ناحية, وتفكير ينتهج الاستفهام والحفر في المسكوت عنه من ناحية ثانية”
“وقد يقال : إن الإسلام فرق بين الرجل والمرأة في كثير من الظروف والأحوال ولم يسو بينهما تسوية كاملة ، وذلك صحيح ولكنه من جانب آخر يجب أن يلاحظ أنه إن انتقص من حق المرأة شيء في ناحية منه فيدعو خيرا منه في ناحية أخرى . أو يكون هذا الانتقاص لفائدتها وخيرها قبل أن يكون لشيء آخر.”