“أن من التائبين من يعود إلى أرفع من درجته، ومنهم من يعود إلى مثل درجته، ومنهم من لا يصل إلى درجته...وهذا بحسب قوة التوبة وكمالها، وما أحدثته المعصية للعبد من الذل والخضوع والإنابة، والحذر والخوف من الله، والبكاء من خشية الله، فقد تقوى هذه الأمور، حتى يعود التائب إلى أرفع من درجته، ويصير بعد التوبة خيرا منه قبل الخطيئة، فهذا قد تكون الخطيئة في حقه رحمة، فإنها نفت عنه داء العجب، وخلصته من ثقته بنفسه وإدلاله بأعماله، ووضعت خد ضراعته وذله وانكساره على عتبة باب سيده ومولاه، وعرفته قدره، وأشهدته فقره وضرورته إلى حفظ مولاه له، وإلى عفوه عنه ومغفرته له، وأخرجت من قلبه صولة الطاعة، وكسرت أنفه من أن يشمخ بها أو يتكبر بها، أو يرى نفسه بها خيرا من غيره، وأوقفته بين يدي ربه موقف الخطائين المذنبين، ناكس الرأس بين يدي ربه، مستحيا خائفا منه وجلا، محتقرا لطاعته مستعظما لمعصيته، عرف نفسه بالنقص والذم.”

ابن قيم الجوزية

ابن قيم الجوزية - “أن من التائبين من يعود إلى أرفع من...” 1

Similar quotes

“تعييرك أخاك بذنبه أكبر اثما من ذنبه ففى تعبيرك هذا تبدو صولة الطاعة وتزكية النفس والمناداة عليها بالبراءه من الذنبولعل انكسار الذى عيرته بذنبه وازراءه على نفسه وتخلصه مما اصابك من كبر وعجب وادعاءه ووقوفه بين يدى ربه ناكس الرأس خاشع الطرف منكسر القلب انفع له من صولة طاعتك ومنك بها على اللهألا ما اقرب هذا العاصى من رحمة الله وما أقرب ذلك المدل من مقت اللهفذنب تذل به لديه أحب من طاعة تدل بها عليهولأن تبيت نائما وتصبح نادمآ خير من ان تبيت قائما وتصبح معجبا فان المعجب لا يصعد له عملوانك ان تضحك وانت معترف خير منا ان تبكى وانت مدل !وانين المذنبين أحب الى الله من زجل المسبحين المدلينولعل الله سقاه بهذا الذنب دواء استخرج به داء قاتلآ هو فيك وما تشعرلابن القيم ♥”

خالد محمد خالد
Read more

“ما الذي يمنعني من أن أكون طبيبا أو أديبا؟ أظن أن السبب لا يعود إلى حرماننا أو تيهاننا أو عدم الاستقرار في حياتنا، بل يعود إلى النزعة الخطابية السائدة التي عمت كل مكان - عبارات مثل : فجر الغد، بناء عالم جديد، حاملو مشعل الإنسانية .. فعندما تسمع هذا الهراء للمرة الأولى لا تتمالك من التفكير " يا له من خيال واسع، يا له من غنى! " بينما هو في الواقع يمثل هذه الفخامة لأنه عديم الخيال ومن سقط المتاع”

بوريس باسترناك
Read more

“من تعب من الفكر وقف حيث تعب، فمنهم من وقف في التعطيل، ومنهم من وقف في القول بالعلل، ومنهم من وقف في التشبيه، ومنهم من وقف في الحيرة فقال لا أدري، ومنهم من عثر على وجه الدليل فوقف عنده فكلَّ عنده. فكل إنسان وقف حيث تعب، ورجع إلى مصالح دنياه وراحة نفسه وموافقة طبعه. فإن استراح من ذلك التعب، واستعمل النظر في الموضع الذي وقف فيه مشى حيث ينتهي به فكره إلى أن يتعب فيقف أيضاً أو يموت.”

محي الدين بن عربي
Read more

“والله لا يغير من عبده إلا إذا طلب العبد أن يتغير وأسلم نفسه وذاته راضياً مختاراً محباً وهذا هو الموت أو الفناء بين يدي الرب وخلع الأختيار وخلع الإرادة الصغرى تسليماً وإيماناً وتصديقاً بالإرادة الكبرى .. وهذا هو المشى إلى الله على الصراط والخروج من الهلاك إلى النجاة .”

مصطفى محمود
Read more

“إنه ما من مستبدّ سياسي إلى الآن إلا ويتخذ له صفة قداسة يشارك بها الله أو تعطيه مقام ذي علاقة مع الله . ولا أقل من أن يتخذ بطانة من خدمة الدين يعينونه على ظلم الناس باسم الله .”

عبد الرحمن الكواكبي
Read more