“إن الطريق إلى إقامة الصلاة حقاً هو استشعار عظمة الله فى القلب و الإحساس بأن يقف الإنسان بين يدى من بيده ملكوت كل شئ...إن المرء منا يتزين و يتجمل و يظهر بوجهه الجميل لمن يحب، أو يفعل ذلك إذا قابل مسؤلاً ما أو عظيماً من عظماء الأرض أو حاكماً أو أميراًأو سلطاناً و كل هؤلاء عبادإ مثلناً..كيف يجب أن نقف أمام رب العباد ؟،لو وقفنابالخشوع الواجب فليس على المؤمن أن يحمل هم الإجابة، فإذا ألهم الدعاء ..ألهم الإجابة معه ً”
“لقد أصبحت الآن فى سلام مع الله، أؤمن بأن كل إضافة إلى خبرة الإنسانية أو ذكائها أو حساسيتها هى خطوة نحو الكمال ، أو هى خطوة نحو الله ، و أؤمن بأن غاية الوجود هى تغلب الخير على الشر من خلال صراع طويل مرير ، لكى يعود إلى برائته، التى ليست براءة غفلاً عمياء، بل هى براءة اجتياز التجربة و الخروج منها كما يخرج الذهب من النار و قد اكتسب شكلاً و نقاء، إن مسئولية الإنسان هى أن يشكل الكون و ينقيه فى نفس الوقت ، و ليس سعيه الطويل إلا محاوة لغلغلة العقل فى المادة ، و خلق كل منسجم متوازن يقدمه بين يدى الله فى آخر الطريق ، كشهادة استحقاق على حياته على الأرض"ـ”
“اذا كان من حقى أن أعبر عن رأى بكل حرية و فى الملأ.يصبح لزاماً على أن أحترم كل الأراء الأخرى حتى و إن كانت ممن هم أدنى فى الثقافة أو المنطق أو إختلاف التوجهات و الرؤى.فالحرية لا تعنى الهجوم على المختلفين مع أو إهانتهم أو التسفيه من رأيهم ، و ذلك يجعل رأيى أقوى و أهم.”
“و المؤمن يرد كل شئ إلى مشيئة ربه و يراه ممسكاً بمقاليد كل شئ ، و يرى بيده حركات الذرة و المجرة و الفلك الأعظم و ما فيه و من فيه ..و يراه المريد الأوحد فوق إرادات كل المريدين .. و يرى ما يجرى عليه من مقادير .. رسالة خاصة ، و شفرة يخاطبه بها و يرى كل شر يصيبه فى باطنه خير .. و كل بلاء ينزل به فى مضمونه حكمة .. إن لم تظهر الآن فسوف تظهر غداً أو بعد غد .. ذلك هو الله الرحمن جل جلاله الذى قال .. سبقت رحمتى غضبى”
“إذا كانت هناك قيود تمنع الإنسان من التحرك فى حياته نحو التقدم، فليس الدين أو الإسلام هو المسئول .. بل إن المسلم هو الذى وضع هذه القيود بسوء فهمه لجوهر دينه و سوء تفسيره لنصوصه بجهالته و كسله العقلى .. فنتناول الأحاديث النبوية كأنها أمر ملزم دون أن نبذل أى جهد فى فحصها لمعرفة ما إذا كانت من وحى الله أو من اجتهاد الرسول .. و هل هى مما يساعد على تقدمنا أو مما يقعدنا عن الحركة؟ .. فإذا قعدنا و تخلفنا قلنا هذا من الدين .. و الدين برئ. و الله لا يدفعنا إلى التهلكة و العجز عن استخدام قدراتنا التى خلقنا بها إلا بأسباب صدرت منا ...فى الوقت الضائع - توفيق الحكيم”
“إن المسئول عن انهيار مملكة السماء هم رجال الدين أنفسهم ! ... أولئك كان ينبغى لهم أن يتجردوا من كل متاع الأرض، و يظهروا فى زهدهم بمظهر المنتظر حقاً لنعيم اَخر فى السماء ... لكنا نراهم هم أول من ينعم بمملكة الأرض، و ما فيها من أكل طيب يكنزون به لحماً، و خمر معتق ينضح على وجوهم المورة، و تحت إمرتهم : السيارات يركبونها، و المرتبات يقبضونها ! ... إنهم يتكلمون عن السماء، و كل شئ فيهم يكاد ينطق بأنهم يرتابون فى جنة السماء، و أنهم متكالبون على جنة الأرض. هؤلاء هم وحدهم الذين شككوا الناس فى حقيقة مملكة السماء ...إن كل ما بناه الأنبياء بزهدهم الحقيقى، و جوعهم، و عريهم، مما أقنع الناس بأن هؤلاء الرسل هم حقاً ينتظرون شيئاً فى العالم الاَخر .. جاء هؤلاء فدمروه! و كانوا أقوى دليل على كذب مملكة السماء، و خير دعاية لمملكة الأرض ... و أنسوا الناس بانغماسهم فى هذه الحياة، أن هنالك شيئاً اَخر غير هذه الحياة ! إيفان لـ محسن فى رواية "عصفور من الشرق”