“عندما عثر الفتي علي رسائل النور ادرك انه هو المخاطب بها خصيصا وعلم ان عليه ان ينجز الخطوه الثانيه وان يرعي بذورها حتي تؤتي ثمارها وادرك ان هذه الفلاحه ليست ترتوي بغير دموع العاشقين ومن ثم لم يزل يبكي حتي انتفخت مقلتاه فكانت الحقول تخضر لنشيجه وكانت الثمار تزدهي لشهيقه وكانت الرياح تهب الهويني خاشعه عند مسجده فليست تؤذي من غرسه الكريم من شجر ولا ثمر”
“ اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء فيه "كأن النور اصفي تسبيحاً وتنزيهاً وان القلب اقرب محبه ومشاهده بحيث انبسطت ذاكرتك امامك مكشوفه الاوراق عليها اثامك وخطاياك نُكتاً سوداء زاحمت اوقات شرودك فيها اوقات إنابتك فما تنظر فيها حتي تلسعك سياط الخجل بين يدي مولاك وتبكي... تبكي عليها اثراً اثراً حتي تذوب الواحده تلو الاخري ف نهر دموع تتدفق عليك جداوله من عفو الله ثم تدعو وتدعو حتي تفني ف النفس دعائك فواحسرهً علي عبد سجد لله فما دعا عجباً كيف يرجع بغير زاد وقد عاد من حيث عاد عجباً لمن يطرق باب الكريم فلا يسأل”
“الخلوه فكرٌ والجلوه ذكرٌ وبينهما تنتصب معارج الارواح ولا وصول الي مدارجها الا بالضرب ف الارض حتي مجمع البحرين وللطريق عقبات ووهادٌ فللجبال تعبٌ وللصحراء لهبٌ والسائر بينهما يتعلي ويتدلي بين خفاء وجلاء ومن ظن ان بلوغ ماء مدين يكون بغير سفر فهو واهم فاحمل مزودك علي عصاك ياقلبي وارحل فعلي شاطئ الجوار الآمن توجد منازل المحبين”
“ان يبلغ العبد مقام الإمامه بحق لابد ان تلتهب اضلاعه بكلمات الابتلاء يكتوي بهن الواحده تلو الاخري حتي اذا اتمهن جُعل للناس إماما وإلا كان ف احسن احواله من التابعين والكلمه ف هذا المسلك ليست قولاً يقال فحسب بل هي فعلٌ ملتهب وعقبهٌ بركانيه متفجره وامتحان عسير تسير الاقدام فيه علي حد السيف وتُحرقُ فيه القلوب بنار التخليه والتحليه ولذلك كثر ف الدنيا التابعون المقلدون وقل الأئمه المجددون”
“ ولو انما ف الارض من شجره اقلام والبحر يمدهُ من بعده سبعه ابحُرٍ ما نفدت كلمات الله إن الله عزيزٌ حكيم"فتمل جمال النور العظيم ! إذ يرسم الحرف القرآني ف النفس شعاعاً لا يصطدم بساحل فتري ان العمر كل العمر لا يكفيك ولا لتذوق كأس واحده من بحر عطاء الله الكريم”
“عندما تكون المرأه معلمه تخجل كل علوم البيداغوجيا وتلملم قواعدها المتكسره ثم ترحل من عالم التربيه والتعليم لتختفي ف سله المهملات فيكفي ان تنحني الأم علي الطفل لتنطلق العصافير بالتغريد والتفريد وتتفتح الاغصان الغضه بأزهارها الجميله ويبتهج الربيع”
“الوسواس نقمه وعذاب لعتاه المستكبرين فلا تزال جماجمهم تتحطم تحت مطارقه حتي يكونوا من الهالكين وهو للمؤمنين السالكين لطمه من لطمات الرحمه وصعقه علاج من برق النعمه وهو لقاح لخفقان القلب المحب حتي يستوي سيره علي بوصله محبوبه”