“تقدم الاسرة الكبيرة هوية أسرية لمن لا هوية مهنية أو علمية أو فردية له. من ليس لديه سبب ومصدر للاعتزاز الذاتي يعتز باسم أسرته. ومن عجز عن الحصول على مكانة مرموقة من خلال الانتماء إلى المؤسسات الاجتماعية يفخر بمكانة ما في أسرته وضمن عشيرته .”
“لا يجد الإنسان المقهور من مكانة له في علاقة التسلط العنفي هذه سوى الرضوخ والتبعية سوى الوقوع في الدونية كقدر مفروض , ومن هنا شيوع تصرفات التزلف والإستزلام المبالغة في تعظيم السيد اتقاء لشره أو طمعاُ في رضاه”
“ليس من منافس لملوك الدنيا في السيطرة على الناس,سوى ملوك الآخرة:الملك يحكم الأبدان ويتصرف بالأرواح من خلال رجال الدين .وهكذا يقع الناس في القيد المزدوج أو الخطر المزدوج على العقول والنفوس من خلال ثنائية التجريم السلطوي والتحريم الديني”
“لا شك أن صب العدوانية الداخلية على الجسد، على شكل مرض جسمي، يتناسب مع شدة القهر والقمع اللذين يتعرض لهما الإنسان. ولذلك نجد أن المرأة ميالة إلى صب عدوانيتها على جسدها، والاحتماء منها بالمرض، نظراً لما تتعرض له من قهر وغبن، وما يمنع عنها من إمكانات التعبير عن الذات والتمرد على ما يفرض عليها من حيف في المجتمع المتخلف. ولاشك في أنها من خلال مرضها، تتهم الآخرين وتبتزهم في الكثير من الأحيان، فارضة عليهم تعويضاً عما لحق يها من حيف، من خلال ما تستوجبه من عناية ورعاية خلال المرض.”
“مصير الفلاح أو العامل مرهون برب عمل واحد ,ليس له حرية الحركة في عمله أو في إقامة اتفاقيه أنهُ رهن اعتباط قانون السيد ولابد له إذا أراد تجنب التشرد أو الاضطهاد من البقاء في حالة التبعية هذه , لا يملك من خيار إلا الانتقال من الولاء لسيد إلى آخر هناك أيضا التبعية للمرابي الذي يقيد بالديون المزمنة وتنتقل تلك التبعية من الريف إلى المدينة ومن العمل الزراعي اليدوي إلى الصناعي إلى مجمل العلاقات الإنسانية , العلاقات التسلطية نفسها في كل مكان وترسخ السلطة الرسمية علاقات التبعية هذه من خلال أنظمة الحكم ذات الطابع الاستبدادي إجمالاً (دكتاتورية تسلط فردي ثيوقراطية ..الخ ) فليس هناك ديمقراطية أي علاقات مساواة وتكافؤ في البلدان النامية,كما ترسخها الإدارة الفاسدة التي تخدم أغراض وامتيازات القلة ويتوج الكل جهاز شرطة وجيش قمعيين أساساً”
“إن الكثير من التصرفات الاستعراضية التي تشيع في البلدان النامية، تهدف بالتحديد إلى التستر على عقده العار خصوصًا الاستعراض الاستهلاكي. يأتي بعده كل أشكال الإدعاء والتبجّح وخداع الآخرين بجاه أو مال أو حظوة لا أساس لها من الواقع.إن إنسان العالم المتخلف هو أسير المظاهر مهما كانت سطحيها مادامت تخدم غرض التستر على عاره الذاتي.-”
“وهكذا تتباهى المرأة بلعب دور عارضة الجاه والثروة، من خلال ما تلبس، وما تتحلّى به (وكأن جسد المرأة لا يتضمن قيمة كافية بحد ذاته، فهو بحاجة إلى الأدوات والأمتعة من كل نوع كى تخفي قصوره، أو ما أسقط عليه من نقص).”