“فالقاتل، مثلاً، لا يستنكر شنيعته في المرّة الثّانية كما استقبحها من نفسه في الأولى، وهكذا يخفّ الجرم في وهمه، حتّى يصل إلى درجة التّلذّذ بالقتل كأنّه حقّ طبيعيّ له، كما هي حال الجبّارين وغالب السّياسيّين، الّذين لا ترتجّ في أفئدتهم عاطفة رحمة عند قتلهم أفرادًا أو أممًا لغايتهم السّياسيّة، إهراقًا بالسّيف أو إزهاقًا بالقلم، ولا فرق بين القتل بقطع الأوداج وبين الإماتة بإيراث الشّقاء غير التّسريع والإبطاء.”
“و أعتقد أنه لا خير لنا في واحد من هذه النظم جميعاً، فلكل منها عيوبه الفاحشة، كما له حسناته البادية. و هي نظم نبتت في غير أرضنا لأوضاع غير أوضاعنا، و مجتمعات فيها غير ما في مجتمعنا... فضلاً عن أن بين أيدينا النظام الكامل الذي يؤدي إلى الإصلاح الشامل في توجيهات الإسلام الحنيف.”
“لا تكاد هذه الألفاظ تتجاوز أذنيك إلى عقلك فضلا عن أن تتجاوزها إلى قلبك وإلى ضميرك فتثير فيهما عاطفة أو هوى أو ميلاً، وتدعوك إلى أن تقدر الحياة كما ينبغي أن تقدر الحياة. صدقني أنكم لا تدرسون الشعر ولا تدرسون الأدب، وإنما تدرسون ألفاظاَ ومعاني وصوراً ليست من الشعر ولا من الأدب في شيء.”
“ومتى يحادث الأنسان نفسه .؟ -..في أحوال نادرة -.اضرب مثلاً -في السرور الفائض والحزن البالغ أو في حالات لاهي إلى السرور الفائض ولا الحزن البالغ -وماذا يبقى من الحالات غير ما ذكرت ؟؟ -.الحالات التي يحادث الإنسان فيها غيره-”
“فرق بين الركض في المضمار الأنيق، ذي المسار الذي لا يقاسمني إياه راكض آخر، ولا يرسلني الا إلى قارئة واحدة، وبين الركض في يباب من الجائعين، والخائفين، والعاشقين، والمفقودين. جميعهم لهم الأقدام نفسها، والاوهام نفسها،ويركضون في الاتجاه ذاته الذي لا يفضي إلى شيء، ولا يعود إلى نقطة البداية الجميلة أبداً”
“كن لله عبداً في كل حال... كما أنه ربك في كل حال. كن له كما هو لك”