“الحياة جميلة طالما رسخت فى الأذهان ببكورتها ، دون تلوثها بإضافة التعقيدات البشرية اليها ، فما أجمل أن نحمل فى حقيبة سفرنا أشياء بسيطة ، ولكنها تساعدنا على النجاة فى شدائدنا ، لماذا نثقلها بسبائك الذهب ، والسيارات الفارهة ، وعدد الشقق و الفيلات ، وحسابات البنوك ، فلن نستطيع ان نكمل الطريق بهذا الحمل الثقيل ، ولكن ماذا لو وضعنا الاخلاق و الدين فى قاع الحقيبة لتكون أساساً لما يوضع فوقها ... نُّغلف الرضا و القناعة بحرص وسط الحقيبة ، ونحيطها بالمبادىء التى تعطر هذا المحتوى ، وأخيراً نضع كيساً من الشاى وقطعتى سكر ، لنتذكر دائماً أن هناك وقت لفنجان من الشاى مع صديق .”
“لو كان بوسعنا أن نختار زملاءنا فى العمل لتحولت الحياة إلى جنة صغيرة .. أن تختار بيئتك و أبويك و زملائك فى العمل و ربما رؤسائك..هكذا تصير الحياة أجمل من أن تصدق”
“هل احتوى دين على نظام كامل نهائي يحل كل مشكلاتنا و يضع تشريعاً يمكن تطبيقه على كل مسألة نشأت و ستنشأ من شئون معاشنا الدنيوي؟هذا ما لا يزال يدعيه كثيرون من الخطباء و الكتاب فى مختلف أقطارنا العربية. الذي يعنونه فى حقيقة الأمر أنهم بصفتهم متخصصين فى تفسير الدين يجب أن ينفردوا بسلطة الحكم، و لو سلمنا لهم بهذا لاتحنا لهم فرصة الحكم الديني المتعصب بكل فظائعه و جرائمه التى سجلها التاريخ ،،،”
“فحينما أحـــــب أشعر أن دماء جديدة تتدفق فى عروقى ..و أننى أكبـــــر من همومى ..ولهذا تصغر الأشيــ...ـــاء فى عينى فأرى كل شئ على حقيقته .. أرى الكبير كبيرا .. و الصغير صغيرا .. و أرى فى نفسى أشياء لا أجدها فى الناس ..صدق الإحســــــــــاس .. و غنى النفس .. و الإقبــــــــال على الحياة ...”
“من مظاهر ضعف الطبيعة البشرية مراعاة غالبية البشر لرأى الناس فيهم ، و رغم أن أقل قدر من التفكير يوضح هذا الرأى ، مهما كان ، ليس فى حد ذاته من مقومات السعادة ، و أن السعادة التى ينبغى أن يلتمسها المرء فى المقام الأول داخل نفسه ، لا يمكن أن تكون فى رءوس الآخرين”
“مع الأسف نجد أكثر التأليف فى الإسلام هو عن الصفات النبوية التى تكاد نخرجه عن البشرية مما يكاد يقربه إلى الوثنية .. أو على الأقل نسخة ثانوية من المسيح الذى وصفه الله تعالى فى كتابه الكريم بأنه "كلمة منه" و جعله يعيش حياة قصيرة لا يمارس الحياة البشرية فى اتساعها و لا يتزوج و لا يكون والداً و لا ابناً لبشر .. و هو مختلف فى هذا عن محمد الرسول -صلوات الله عليه- الذى أراده الله أن يكون بشراً مثل بقية البشر .. يعيش مثلهم و يموت مثلهم .. و هذا هو الشطر "العلمانى" من الإسلام ...فى الوقت الضائع - توفيق الحكيم”