“السائرون خلفاً، الحاملون سيفاً، المتكبرون صلفاً، المتحدثون خرفاً، القارئون حرفاً، التاركون حرفاً، المتسربلون بجلد الشياه، الأسود إن غاب الرعاة، الساعون إن أزفت الآزفة للنجاة، الهائمون في كل واد، المقتحمون في مواجهة الارتداد، المنكسرون المرتكسون في ظل الاستعداد، الخارجون على القوانين المرعية، لا يردعهم إلا توعية الرعية، ولا يعيدهم إلى مكانهم إلا سيف الشرعية، ولا يحمينا منهم إلا حزم السلطة وسلطة الحزم، لا يغني عن ذلك حوار أو كلام، وإلا فقل على مصر السلام.”
“لا أبالى إن كنت فى جانب والجميع فى جانب آخر، ولا أحزن إن ارتفعت أصواتهم أو لمعت سيوفهم، ولا أجزع إن خذلنى من يؤمن بما أقول، ولا أفزع إن هاجمنى من يفزع لما أقول، وإنما يؤرقنى أشد الأرق أن لا تصل هذه الرسالة إلى من قصدت، فأنا أخاطب أصحاب الرأى لا أرباب المصالح، وأنصار المبدأ لا محترفى المزايدة، وقصاد الحق لا طالبى السلطان وأنصار الحكمة لا محبى الحكم، وأتوجه الى المستقبل قبل الحاضر، وألتصق بوجدان مصر لا بأعصابها، ولا ألزم برأيى صديقا يرتبط بى، أو حزبا أشارك فى تأسيسه، وحسبى إيمانى بما أكتب، وبضرورة أن أكتب ما أكتب، وبخطر أن لا أكتب ما أكتب .. والله والوطن من وراء القصد.”
“إننا في حاجة إلى أن نقبل على الحياة بالإسلام، لا أن نهوى عليها بالإسلام، و إننا في حاجة إلى أن نحافظ على الإسلام العقيدة، لا أن نكتفي بحفظ الإسلام النصوص، و إننا في حاجة إلى أن نخترق الحياة بالإسلام، لا أن تحترق الحياة بالإسلام”
“إن من يهملون في مقارناتهم أحوال العصر وما طرأ على الحياة من اختلاف، إنما يركبون بنا مركبا صعبا إن لم يكن مستحيلا، فليس حلا أن تخرج مجموعة إلى كهوف الصحراء الشرقية أو شعاب اليمن مهاجرة بما تحمل من عقيدة، آخذة بظاهر الأمر لا بجوهره، ظانة أن استعمال السواك، وتكحيل العين، وتجهيل المجتمع، والتسمي بأسماء السلف الصالحين، غاية المراد من تدين العباد، والمؤكد أن هذا ليس حلا، بل هو مصادمة بين الإسلام وأحوال العصر، لا مبرر لها إلا حسن النية وقصور الفهم في ذات الوقت، ولعلي أتساءل ويتساءل القارئ معي، هل هذا أجدى للإسلام والمسلمين، أم الأجدى أن نحلل على مهل أحوال عالمنا المعاصر، وأن نحاول جاهدين أن نقبل ما في المجتمع من أمور لم يكن لها في الصدر الأول للإسلام نظير أو مصدر للقياس، و أن نحاول وضع قواعد جديدة لمجتمع جديد، لا تهمل روح العصر ومتغيراته، وتقر في ذات الوقت حقيقة مؤكدة، وهي أننا نتعامل مع بشر، في مجتمع كان وسيظل الخطأ الإنساني جزءا من تكونه، والضعف البشري مكونا من مكوناته، وأن الأمر بدءا وانتهاء، يكون بالقدوة والموعظة الحسنة، والإرشاد إلى سواء السبيل بعقول متفتحة، وليس بالقهر والعنف وتجاهل الحقائق.”
“و كأن عشرات القرون من تراكم الثقافات و الحارات لم تكن كافيه لاقناع البع بأن الثقافة لا جنسية لها و ان الحارة ليس لها وطن إلا حيث يوجد الإنسان شريطة أن تجد في ذهنه موقعا , وأن تلقي في وجدانه من السماحة ما يتسع لإدراك تلك الحقيقة التي بقدر ما هى بسيطة الفهم فأنها عسيرة القبول على البعض.”
“إذا كنا نرفض تدخل الدين في السياسة فإننا أيضاً ندين تدخل السياسة في الدين، إن تسييس الدين أو تديين السياسة وجهان لعملة واحدة”
“ما كان اغتيال على إلا مثلاً أعطاه الله للاحقين، على أن التطرف الدينى آفة، وعلى أن إماماً عظيماً مثل على لم ينج من عواقبه.”