“العلاقات الإنسانية بصفة عامة هي علاقات أخذ وعطاء..فلا تستمر صداقة تقوم على عطاء من طرف لطرف بغير أن يكون الطرف الآخر قادراً على العطاء لرفيقه..فالصداقة المثالية والناجحة هي طريق ذو اتجاهين ذاهب وغاد ..وليست أبداً طريقاً ذا اتجاه واحد من المنبع إلى المصب كعلاقة الأنهار بالبحار التي تصب بها”
“لكن المأساة يا صديقي هي أن نتعفف عن منازعة من نهلنا معهم رحيق السعادة ذات يوم فلا يتورعون أحيانا عن مكافأتنا على ذلك بالغدر والخديعة”
“الصداقة الحقيقية لابد أن تتضمن قدراً من الإعجاب المتبادل بين الصديقين ..كل منهما بشخصية الآخر وقدراته , فإذا خلت منه , فإنها لا تكون أبداً صداقة حقيقية أو عميقة ..”
“يبدو أننا أحياناً نفضل أن ندور حول رغباتنا بدلاً من الاعتراف بها لأنفسنا والمجاهرة بها، حتى لا نتحمل في سبيل ذلك بعض العناء كضريبة ضرورية لنيل ما نريد ،أو لأننا نغمغم لأنفسنا بما نرغب ونترقب من الأقدار أن تهبه لنا بغير أن نبدو نحن ساعين إليه أو متلهفين عليه لأننا نخجل أن نجاهر به و-"الخياط العظيم لا يقص كثيراً " كما يقول المثل الصيني ،وإنما يمضي إلى هدفه المحدد بلا تردد فلا يقطع إلا ما يتطلبه تحقيق هذا الهدف أما نحن فإننا نقص في إتجاهات مختلفة وبعيدة عن الهدف الذي نتمناه صامتين وننتظر من يرغمنا على السعادة التي نعرفها ونريدها من أعماقنا”
“ومن خبر طريقاً فلم يؤد به إلى الغاية التي ينشدها ،فليس من الإنصاف لنفسه أن يحاول اختبار الطريق نفسه مرة أخرى آملاً أن يؤدي إلى غاية أدرك بالتجربة أنه لا يقود إليها”
“بكى أحد الحكماء على قبر ولده فقيل له : كيف تبكي وأنت تعرف أن الحزن لا يفيد ؟فنظر إلى سائله طويلاً ثم قال متحسراً : إن هذا هو ما يبكيني !وهكذا نحن أيضاً ..نبكي في أحيان كثيرة ونحن نعرف أن الحزن لا يفيد ..لكننا مع ذلك نجد راحتنا في الدموع ونلتمس فيها السلوى والعزاء ..وحسناً نفعل كلما اشتدت الحاجة لذلك , فالإنسان القادر على البكاء حين تثقل عليه همومه أو حتى أفراحه إنسان طبيعي يتخفف بدموعه من توتره النفسي ويغسل أشجانه ويبرد بها لهيب أحزانه كما تخفف مياه الرداياتير من حرارة موتور السيارة وتحميه من الانصهار أو الانفجار , ولقد أثبت العلماء أن للدموع أفضالاً كثيرة على الإنسان ولولاها لما احتمل كثيرون حياتهم والمواقف المؤلمة فيها ..فالإنسان في تعاسته يفرز جسمه مواد كيماوية ضارة تساعده الدموع على التخلص منها وتزيد من ضربات القلب فتعتبر تمريناً مفيداً للحجاب الحاجر وعضلات الصدر والكتفين ..وعند الانتهاء من نوبة البكاء تعود ضربات القلب إلى سرعتها الطبيعية وتسترخي العضلات ويتسلل إلى الإنسان شعور غريب بالراحة يساعده على أن ينظر للهموم التي أبكته نظرة أكثر وضوحاً وموضوعية ..”
“ما من معرفة نستوعبها، أو تجربة إنسانية نمر بها أو نعايشها عن قرب فى حياة الآخرين إلا و تضف إلى قدرتنا على ممارسة "علم" الحياة ،،،”