“وفي شارع الجيش انضمت إلى المظاهرة نساء الأحياء الشعبية . القطط البلدية، قطط الأسواق الشعبية وعتبات المنازل والسلالم والحواري الضيقة . قطط القلي والتحمير والتسبيك والسلق والطواجن والمحاشي . قطط السبسبة والتنعيم والحنة والنتف والحلاوة . قطط حقي برقبتي ويا واخد قوتي ولك يوم يا ظالم . تخرج جماعات، من الشقوق المنسية، من غرف النوم الصغيرة ، من المطابخ التي تشبه الأفران ، ومن طوابير الخبز وطوابير الجمعية وطوابير أكياس الاعانة والزكاة والاحسان.”
“يحكى أن نمراً في سيرك هندي بعد أن تقدم به العمر وأحيل على التقاعد كأي دركي عجوز، دفن رأسه بين قائمتيه وانزوى بعيداً عن الأعين، لكن الحيوانات الأخرى لم تتركه وشأنه فراح كل مافي السيرك من قطط صغيرة وثعالب وسحالي وببغاوات وسعادين يتحرش به ذهاباً وإياباً. وهو صامت لا يروم، تعففاً وساماً، ولكن في يوم من الأيام عندما زادو من تحرشهم لم يطق صبراً على ذلك. فانتظرهم حتى مروا قافلة واحدة ورفع يده وهوى بها عليهم . فقضى الجميع بضربة واحدة.”
“الشاعر لا يملك في الأرض إلا مايملكه الطير من السماء ، ومالذي يملكه الطير من السماء غير جناحيه . أنت لا تعرف شيئًا . لا تعرف أنه إذا أصيب طائر في جناحيه فإن أول ما تنساه الرياح والأغصان والشبابيك . ولن يحيط به غير قطط الشوارع والغربان . إذا أصيب الشاعر في صِدقه فإن أول ماينصرف عنه الليل ولن يهتم له شيء غير الباعة والكذابين . . آآخ ، يتخيل الشاعر ، لكنه لا يكذب”
“يشيع في العالم المتخلف الاجترار السوداوي للمأساة ,الوجودية هذا الاجترار يجمد الزمن من خلال اجتياف مرارة الحياة وبالتالي يُسيطر على هذه المأساة من هنا نفهم طغيان الطابع الحزين على الحالة المزاجية للإنسان المقهور طابع الحزن يعمم على كل شيء تقريباً ويبدو صوره في الأغاني الشعبية التي تكاد تدخل جميعاً في إطار المراثي , ومن اللافت للنظر أن نلاحظ ندرة الأغاني ذات الطابع الفرح المتفائل والدينامي في الموقف من الحياة إن الأغنية الحزينة مرآة يرى فيها إنسان مجتمعات القهر ذاته ويعيش من خلالها إحباطاته بالإضافة إلى الأغاني هناك القصص الشعبية والملاحم الشعبية التي تغني في المناسبات وهناك الأفلام وما يطغى عليها من حزن كلها مرآة تعكس اجترار الآلام التي لا خلاص منها والتي يغرق فيها ذلك الإنسان”
“أحتاج إلى دربة كبيرة لكي أصل إلى الكلمة الصغيرة التي تتراقص فوق لساني وتخاف من أن تخرج، وأن تتنفس قليلاً هواء الطبيعة.”
“الأرق مثل النوم ,يحملك إلى مناطقك المنسية ويجعلك تنبش لفائفها ولغاتها على رجاء إجلاء الذاكرة من حمولتها المعوِّقة .”