“عندما يعجز الجيش عن أن ينال من المجاهدين, ينقلب إلى الفلاحين المساكين الآمنين في بيوتهم ينتقم منهم ويشفى صدره بتعذيبهم بالضرب الشديد بأعقاب البنادق والهراوات الغليظة بلا شفقة ولا رحمة وبدون تفريق بين الصغار والكبار و الرجال و النساء . ويسمون هذا العمل عملية تفتيشبة ! . ويرتكب خلالها من الفظائع أشكالا وألوانا . وكل القرى ذاقت فظاعة التفتيش و يتخلله تخريب البيوت ونسفها بالديناميت و إتلاف أمتعة الفلاحين و مؤنهم ونهب الحلى و الأموال وترويع النساء والأطفال وقتل الآمنين على قارعة الطريق من رجال و نساء وأطفال .”
“إن محاولة محو الفروق الطبيعية بين الجنسين لون من العبث, و التفاوت الذي يستحيل محوه هو التفاوت العلمي و ماتستند إليه الشخصية الإنسانية من ملكات وقيم, و في هذا المجال قد تسبق نساء بجدارة وقد يسبق رجال ..”
“إذا كان هناك مائة ألف طبيب و مائة ألف معلم ، فلا بأس أن يكون نصف هذا العدد من النساء ، و المهم في المجتمع المسلم قيام الآداب التي أوصت بها الشريعة ، و صانت حدود الله ، فلا تبرّج و لا خلاعة ولا مكان لاختلاط ماجن هابط ، ولا مكان لخلوة بأجنبي "تلك حدود الله فلا تقربوها و من يتعدَّ حدود الله فأولئك هم الظالمون ”
“إن الإنسان عندما يرتفع عن سطح الأرض تتغير الأشكال و الأحجام في عينه, و تكون نظرته إلى ما دونه أوسع مدى و أرحل أفقاًو هو هو لم يتغيركذلك إرتفاع الإنسان في مدارج الارتقاء الثقافي و الكمال الخلقيإنه يغير كثيراً من أفكاره و أحاسيسهو يبدل أحكامه على كثير من الأشخاص و الأشياءو المرء في طور الصبا غيره في طور الرجوله, و هو في طور الشباب غيره في طور الكهولهو نحن نسطيع أن نصنع من انفسنا مُثلاً رائعه إذا أردناو سبيلنا إلى ذلك تجديد أفكارنا و مشاعرنا, كما تجدد الرقعه من الصحراء إذا انضاف إليها مقدار ضخم من المصبات و المياهإننا نتحول أشخاصاً آخرين كما تتحول هذه الصحراء القاحله روضة غنّاء”
“و أحقر ما سمعته في أعقاب هذه الهزائم -هزائم العرب في حروبهم مع إسرائيل- تعليل الهزيمة بأي شيء إلاّ ضعف العقيده و الخلق، و ما ينشأعن ضعف العقيده و الخلق من فوضى في وضع الخطط و ترتيب الرجال و نسيان الله و الحرمان من توفيقه و تأييده...و ضربت كفاً على كف و أنا أسمع الرفيق نور الدين الأتاسي يقول: "إن سبب الهزيمه هو عدم التطبيق الكامل للإشتراكيه.." و يوم يقع قياد العرب في أيدي ساسة من هذا الطراز فهيهات أن ينجح لهم قصد أو تعلو لهم رايه و لله في خلقه شؤون..و أعرف أن هناك من يعترض تفكيري هذا و يستنكره، إنّه الصنف المسكين الذي تخرج وفق البرامج الدراسيه التي خلفها الإستعمار في بلادنا..قال لي أحد هؤلاء:" تريد حربا دينيه؟ إن هذا اللّون من الحروب انتهى مع العصور الوسطى، سيروا مع الزمن و اطلبوا حربا تحريريه معقوله..!"و قلت لمحدثي:"إنني لا أطلب حربا دينيه، إنه قد فرضت علي حرب دينيه أتسمع؟ أن الدولة التي تسمت باسم نبي قديم و ألغت كل القوميات الحديثه، و صهرت يهود اليمن مع يهود نيويورك في أخوة دينيه شامله، و ألهبت المشاعر الدينيه عند النصارى المؤمنين بالعهد القديم، و حركت ذكرياتهم الصليبيه الدفينه ليهجموا على المسلمين معها، هذه الدوله تعلن علينا أي نوع من الحروب ايها الذكي؟حرب أكل و شرب؟ حرب رياضه و تسليه؟ حرب مجد شخصي لملك مغرور؟ إنّها حرب دينيه فرضت علينا! و لابد أن نواجهها راضين أو كارهين!و إقصاء الدين -و هو في جبهتنا الإسلام - معناه هلاك الأبد..فقلت له:"إنّ الحرب الدينيه عنوان كريه بالمفهوم الذي تعارف عليه الغربيون، لأن هذه الحرب في تفكيرهم و في تاريخهم كانت تثار لفتنة الناس عن معتقداتهم بقوة السلاح، أو لتغليب مذهب على آخر و إدخال الناس فيه كرها..و هذا المفهوم السيء للحروب الدينيه لا نعرفه فب ماضينا و لا في حاضرنا، و مع هذا لماذا يوصف دفاعنا عن ديننا و أرضنا و تاريخنا و مقدساتنا بأنّه حرب دينيه رجعيه؟؟ و لماذا سكتت أبواق الدعاية الغربيه و الشرقيه عن هجوم إسرائيل علينا، و وجهها الديني ليس موضع جدال...”
“كل ما هنالك من فرق ان غيرنا انتفع بما يملك و أتاح الفرصة لبقائه و نمائه ، و عملت الحرية الموفورة عمل الآشعة في إنضاج الرزع و عمل المياه في إمداده بالنضارة و الحياة أما في أرجاء العالم الإسلامي فإن الحكم الفردي من قديم أهلك الحرث و النسل و فرض ألوان من الجدب العقلي و الشلل الأدبي أذوت الأمة و أقنطت الرجال”
“و الحق أن الرجولاتِ الضخمة لا تُعْرَفُ إلا في ميدان الجرأة.و أن المجد و النجاح و الإنتاج تظل أحلاما لذيذة في نفوس أصحابها, و لا تتحول إلى حقائق حية إلا إذا نفخ فيها العاملون من روحهم, ووصلوها في الدنيا من حس و حركة.و كما أن التردد خدش في الرجولة, فهو تهمة للإيمان, و قد كره النبي صلى الله عليه و سلم أن يرجع عن القتال بعدما الرتأت كثرة الصحابة المصير إليه.”