“لا تقلقي، فعندما أقرر الرحيل يوماًلن اترك ورائي شيئا مما تتوقعين، ولن اترك خلفي زنبقا أو ياسمين، وفصول حبّي كلها ستختفي وسينقضي المطر والقمر والشمس والحجروحتى الرحيق والشجر، وان كانت كرامتك أشياء فسجلي عني أني ما كنت ولم أكن ولن أكون لا بل ارفض قطعاً ابتزاز البرتقال والمندلين وغداً دون شك ستلتفتين ايقني ذلك ولكنك لن تجدي مني سوى اثار أقدامي على شواطئك الخالية، وخيالات رسمي تجول سفنك المدمرة، اعتذر ان جرحتك بالكلام والغرور، لكن ثورة العشق أمرتنيوسلاطين الهوى أجبرتنيأن أهدم الدنيا وأغلق أبواب السماء وأجرد الكلمات وأرميها عارية في الزقاقفاجمعي أشيائك وأشلائك المتناثرة هنا وهناك وإحفظيها في مكان آمن لا يصله النور أو النارلا العشق ولا الجماللا الضحك ولا البكاءفحتى متى رحلت استطعت تجميع نفسك واسترجاع ما يسمى : حياتك”
“عندما تمّلُ السؤالَ الاعتيادي،ويصبحُ الغيابُ روتيناً تعتاشهُ،وحضوركَـ / كـَ / غيابكَـ لديهم،ويسيطرُ عليكـَ احساسٌ بانكَ بدأتَ تفقدُ بعضاً منهم،إحزم حقائبكـَ وإمضي، وأحمل في ذاكرتكَـ ما تبقى منهم،كي لا تفقدَ ما تبقى من عقلكـ ...”
“لا تضعف، أتسمع ما أقول لك ؟ لا تضعف. وهذه الأشياء الأخيرة، التي قد تخلف في نفسك ذكرى أو تخلّف عاطفة، اتركها. لقد اجتزت القنطرة كلها وحدك، ولا حاجة بك الآن لأن ترى في العيون ذلك الأسف المستسلم. إنهم لا يفكرون فيك، وحتى لو قالوا لك شيئا فإنهم يعلمون أنفسهم. اترك كل شيء وراءك. وإذا استطعت ، لا تنظر إلى الخلف أبداً.”
“لملِم جراحكَوما تبقى من كبريائِكَوارحل بعيداً بهافإن البعدَ يشفي القلوبويصلحُ حالهاوتأكد أن تضعَ الصبرَ يومياً عليهافإنهُ دواءٌ لكلِ داء.......تناول يومياً حبةَ نسيانقبل التفكيرِ وبعدهُقبل النومِ وبعدهُولا تنسى أن تملئ عقلَكَبالكلماتِ والأقولِ الجميلةِفهي ضرورةٌ قبلَ الدواءوحتى لا يتألمَ ضميرك......لاتنسى أن تُراجعَ الزمانَ يومياًفهو كأي طبيبٍ يحتاج لأن يراكَولا تخف إن طلبَ أن يأخذَ صورةً لذكرياتِكفلوصفِ العلاج لابدَ أن يحددَ الداءوقبلَ كتابةِ التقريرِ الأخيرلا بد أن يدرسَ الحالةَ الحبّيّةَ للمريض........قد ينصحكَ بطبيبٍ نفسيأو قد ينصحكَ بالإختلاءِ قليلاًوفي كلتا الحالتين هو أدرى منكَفقد مرّ عليه الألوفُ من المرضىوالألوفُ من الجرحىوملايينُ الضمائرِ الميتةوأنتَ ليستَ سوى واحدٍ مِنهمفلا تجفل إن رأيتهُ يضحكُ تارةٌ ويبكي أخرىفهو يريدُ أن يرى ردةَ فِعلِكَويختبرَ صلابةَ قلبك.......لا تخف مما قد ينتجُ عن تجاربهفهي بكل تأكيدٍ ناتجةٌ عن خطةٍ إلهيةٍ مرسومةٍ لناأو على الأقلِ هذا ما يقولونوعلى أية حال إن لم تكن وصفتي قد أسعفتكَفإبتعد قليلاً الى الوراءوإبدأ من أولِ سَطرٍ مرةً أخرىفلربما لو أمعنتَ قليلاًونظرتَ للأمورِ من بَعيدلوجدتَ أن كل ما تعاني منهُليس الإ حالةَ تَوحمِ حُبٍ كَاذِب”
“إنني أكبر، وأتورط في سحر الكتب والقراءة أكثر فأكثر، لم تعد القراءة بالنسبة لي متعة،بل غريزة كالجوع تمامًا، ومنذ وقت بعيد أدركت ألاشيء يمنحني الأمان مثل أن أجد نفسي بين الكتب، دائمًا عندما أدخل أي مكتبة أشعر بأنها مكان آمن كي أحيا فيه طويلاً، أو حتى أنسى، لن أخسر أحدًا أو شيئًا، ولن يخسرني أحد أو شيء، لن أكون مضطرة لتمحيص كل الأفكار التي سأقرؤها قبل أن أسلِّم بها، سأقرؤها على الورق وستبقى على الورق، ولن أشعر بالخيبة إزاء الوعي أو اليقين أو الخوف من الفشل، سيكون كل شيء آمنًا كما ينبغي لنعيمٍ أن يكون! يا إلهي، لعل أسوأ ما في وعيي أن أعي خرابي، أن أعي رغبتي في أن يكون تامًا لا شية فيه! لكنني لا أستطيع، ولا أرغب في أن أكون غير ما أنا عليه، هكذا خلقت، وهذا ما أصلح له: أن أعي العالم وأتعامل معه من خلال كتــاب.”
“لقد كان ذلك الشاب الرائع عبد الله بن عباس أرحب أفقا منا عندما قال: (ليس في الدنيا من الجنة شيء إلا الأسماء).. لكن ماذا عن الأطفال.. زينة الحياة وأجمل ما في الدنيا..؟الحمل والولادة لا تستغرقان سوى دقائق، ودون معاناة أو نفاس أو وحام أو نزيف دم أو آلام (إذا أراد المؤمن الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة كما يشتهي) أطفال كالنعيم، لا يتقيأون ولا يمرضون ولا يحتاجون للحفائظ ولا تصيبهم الحمى أو الأمراض التي تصيب أطفال الدنيا.. أطفال يشعون براءة وجمالا وعطرا، ويجعلون الجنة أكثر نعيما، إن عند الله ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على خيال إنسان مهما كان مبدعًا.”
“خشيتنا الوحيدة أن يقعدنا العشق في مكان ما، فالمحب هو الجمل الذي أصيب في قدمه فلا يبرح مكانه، لذلك توطنت نفوسنا على عدم الحنين، لا لمكان ولا لشجرة ولا لشاهد قبر ولا لوجه امرأة، ولكتي وقعت في المحظور.”