“أصل المتاعب مهاردة قرد ! تعلم كيف يسير على قدمين فحرر يديه , وهبط من جنة القرود فوق الأشجار إلى أرض الغابة وقالوا له عد إلى الأشجار والا أطبقت عليك الوحوش فقبض على غصن شجرة بيد وعلى حجر بيد وتقدم في حذر وهو يمد بصره إلى طريق لا نهاية له.”
“العقل نوعان: عقل مجرد مستقل، وعقل مستنير مسترشد، فالعقل المجرد ذاتي التفكير، مستقل في إصدار أحكامه، لا دليل له على صدق فروضه إلا ما كان صادراً منه، ولا حجة له في قضاياه إلا مقاييسه، ولا سند له في براهينه إلا ذاته، فهو الدعوى والحجة، وهو الحَكم والخصم، وهو انطلاق بلا نهاية، وتحليق بلا حدود، وما توصل إلى قضية إلا لينبعث منها إلى أخرى غيرها، وأورد على اللاحقة ما أورده على السابقة. وهكذا يسير في متاهات من السفسطة والجدل، ترجع على بعضها في النهاية بالهدم والإبطال، وتتردد بين الشك واليقين، فينقلب استقلاله إلى ضلال.”
“كان ، وهو يمشي معها على ضفاف البحيرة التي تتزلّج عليها بعض البطّات ، يُسمّي لها الأشجار واحدة واحدة ، كما لو كان يُعرّفها بإناث سبقنها إلى قلبه .قالت ممازحة :_ لن تكون المنافسة صعبة إن كانت هذه الأشجار نساءك !ردّ بالدعابة ذاتها :_ برغم ذلك لا تطمئنّي تمامًا لرجل يهرب من البشر إلى الشجر !_ كنت أعني أنّ الرجال يستعرضون عادة على امرأة تدخل حياتهم ، أسماء النساء اللائي سبقنها إلى أسرّتهم ، وأجد طريفًا أن يكون في ما ضيك حريمٌ من الأشجار”
“لا ينتسب الإنسان إلى أرض لا موتى له تحت ترابها”
“غناؤها سرى بخدرٍ في ظاهر بدني ، ثم غاص في باطني . وأخذني صوتها إلى أفقٍ بعيدٍ لا نهاية له ، ثم راح يؤرجحني ، ويملؤني شجناً على شجن ، حتى أذهلني عني.”
“أخبرني متى هي المرة الأخيرة التي تأملتَ فيها شجرة شاهقة الإرتفاع؟شجرة كبيرة جداً أصلُها ثابت وفرعها في السماء؟تأمل حياة هذه النوعية الفريدة من الأشجار، هذه النوعية فقط، ولا تجنح إلى سواها، ستجد بأنها تُصارع لتحيا حياة علوية كريمة تفعل ذلك من دون إنحناء ولا خضوع تذكَر أيضاً أن هذه الأشجار لا تنحني أبداً ولا تخضع أبداَ ولا تستكين أبداً بل تموت على هيئة واحدة ,,,, تموت دوماً واقــفـة !!!”