“وكان أعجب ما وقع له أنه اكتشف عند صلاة الصبح أنه لم يكن يفقه معنى للفاتحة! حقا لم ينقطع يوما عن الصلاة، ولكنه كان يؤديها كما يحلق ذقنه، وكما يعقد رباط عنقه. بفكر مشغول بأمر أو بآخر. ـ”
“لئن كان يعد ما يعهد عادة اليه - بالاقياس إلى غيره من الأدوار الثانوية إلا أنه كان يقوم بع بدقة و عناية و غبطة كأنما هو أسعد ما يحظى به في حياته غير أنه لم يكن يخلو في جهاده من تعاسة خفيفة لم يعلم بها أحد سواه, منشؤها ما اقتنع به من أنه دون الكثيرين من أقرانه جرأة و إقداماً..”
“ودافع عن نفسه أمام نفسه فقال إنه لم يكن شريرا ولكنه فعل ما فعل بدافع الحرمان والعجز. أعطاه الله حظ الفقراء وشهوات الأغنياء، فما ذنبه؟”
“قال الشيخ عبد ربه التائه:قد يدرك المعمر يوما أنه أطول عمرا من أجمل رموز الحياة!ـ”
“كان يعرف أشياء و أشياء ولكنه لم يتقن شيئا أبدا,ولم يتعود عقله التفكير ولكن كانت الكتب تفكر له”
“وكان يذهب عند الأصيل إلى بيت الناظر فيجالسه ويشاربه، ثم يعود ليلا إلى داره فيجد أن (حنش) قد هيأ له في الحديقة أو المشربية غرزة صغيرة فيحششان معا. ولم يكن معدودا في الحشاشين من قبل، ولكن التيار جرفه. وطارده الملل. وحتى (عواطف) أخذت تتلقَّن تلك الأشياء. كان عليهم أن ينسوا الملل والخوف واليأس وإحساسا محزنا بالذنب، كما كان عليهم أن ينسوا آمال الماضي العريضة.”
“والعجب أنه لم تغب عن فطنته السياسة النسائية التي رسمت لإيقاع به ، سياسة قديمة تتلخص في كلمتين: التودد والتمنع . ولكن الرغبة في الفتاة كانت قد تسربت إلى دمه ولم يعد بد من إروائها بأي سبيل ولو كان الزواج.”