“ﺍﻟﻮﺩﺍﺋﻊ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺪﻓﻊ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻟﻨﺤﻔﻈﻬﺎ ﺣﻴﻨﺎ٬ ﺛﻢ ﻧﺮﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻭﻳﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﻳﻄﻠﺒﻮﻧﻬﺎ ﻫﻰ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﻧُﺴﺄﻝ ﻋﻨﻬﺎ؟. ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺨﻠﻒ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﻋﻨﺪ ﻫﺠﺮﺗﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻰ ﷲ ﻋﻨﻪ ﻟﻴﺴﻠﻢ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺍﻟﻮﺩﺍﺋﻊ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺳﺘﺤﻔﻈﻬﺎ٬ ﻣﻊ ﺃﻥ ﻫﺆﻻء ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺳﺘﻔﺰﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ٬ ﻭﺍﺿﻄﺮﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﻙ ﻭﻃﻨﻪ ﻓﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ٬ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻻ ﻳﺘﻀﻊ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ.ﻗﺎﻝ ﻣﻴﻤﻮﻥ ﺑﻦ ﻣﻬﺮﺍﻥ: ” ﺛﻼﺛﺔ ﻳﺆﺩﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺮ ﻭﺍﻟﻔﺎﺟﺮ: ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ٬ ﻭﺍﻟﻌﻬﺪ٬ ﻭﺻﻠﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ ”. ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻮﺩﻳﻌﺔ ﻏﻨﻴﻤﺔ ﺑﺎﺭﺩﺓ٬ ﻫﻮ ﺿﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﺍﻟﻔﺎﺟﺮﺓ. ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻰ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ”ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻓﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﷲ ﻳُﻜﻔﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻛﻠﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ٬ ﻗﺎﻝ: ﻳُﺆﺗﻲ ﺑﺎﻟﻌﺒﺪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔـ ﻭﺇﻥ ﻗُﺘﻞ ﻓﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ـ ﻓﻴُﻘﺎﻝ : ﺃﺩﱢ ﺃﻣﺎﻧﺘﻚ! ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﺃﻯ ﺭﺏ٬ ﻛﻴﻒ ﻭﻗﺪ ﺫﻫﺒﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ؟ ﻓﻴُﻘﺎﻝ : ﺍﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ٬ ﻭﺗُﻤﺜﻞ ﻟﻪ ﺃﻣﺎﻧﺘﻪ ﻛﻬﻴﺌﺘﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﺩُﻓﻌﺖ ﺇﻟﻴﻪ٬ ﻓﻴﺮﺍﻫﺎ ﻓﻴﻌﺮﻓﻬﺎ٬ ﻓﻴﻬﻮﻯ ﻓﻰ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﻳُﺪﺭﻛﻬﺎ ﻓﻴﺤﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻜﺒﻴﻪ٬ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻇﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺧﺎﺭﺝ ﺯﻟﺖ ﻋﻦ ﻣﻨﻜﺒﻴﻪ٬ ﻓﻬﻮ ﻳﻬﻮﻯ ﻓﻰ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﺃﺑﺪ ﺍﻷﺑﺪﻳﻦ٬ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :اﻟﺼﻼﺓ ﺃﻣﺎﻧﺔ٬ ﻭﺍﻟﻮﺿﻮء ﺃﻣﺎﻧﺔ٬ ﻭﺍﻟﻮﺯﻥ ﺃﻣﺎﻧﺔ٬ ﻭﺍﻟﻜﻴﻞ ﺃﻣﺎﻧﺔ٬ ﻭﺃﺷﻴﺎء ﻋﺪﺩﻫﺎ٬ ﻭﺃﺷﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺩﺍﺋﻊ ”. ﻗﺎﻝ ﺭﺍﻭﻯ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ: ﻓﺄﺗﻴﺖُ ﺍﻟﺒﺮﺍء ﺑﻦ ﻋﺎﺯﺏ٬ ﻓﻘﻠﺖُ : ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ؟ ﻗﺎﻝ: ﻛﺬﺍ! ﻗﺎﻝ ـ ﺍﻟﺒﺮﺍء ـ ﺻﺪﻕ٬ ﺃﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﷲ ﻳﻘﻮﻝ: ”ﺇﻥ ﷲ ﻳﺄﻣﺮﻛﻢ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻭﺍ ﺍﻷﻣﺎﻧﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﺇﺫﺍ ﺣﻜﻤﺘﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﺗﺤﻜﻤﻮﺍ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ“. ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ٬ ﻭﺗﻌﺼﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﺎﻳﺎ٬ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺜﺎﺑﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻘﺮﺕ ﻓﻰ ﻭﺟﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﺮء٬ ﻭﺭﺳﺖ ﻓﻰ ﺃﻋﻤﺎﻗﻪ٬ ﻭﻫﻴﻤﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺍﻧﻰ ﻭﺍﻟﻘﺎﺹ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ؟. ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻌﻨﻰ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﻴﻤﺎﻥ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ: ” ﺇﻥ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻰ ﺟﺬﺭ ﻗُﻠُﻮﺏ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ٬ ﺛﻢ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ٬ ﻓﻌﻠﻤﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻋﻠﻤﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ“. ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻻ ﻳﻐﻨﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ٬ ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺿﻤﻴﺮ ﺣﻰ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ. ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﺍﻧﺘﺰﻋﺖ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ٬ ﻓﻤﺎ ﻳﻐﻨﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺮء ﺗﺮﺩﻳﺪ ﻟﻶﻳﺎﺕ٬ ﻭﻻ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻟﻠﺴﻨﻦ٬ ﻭﺃﺩﻋﻴﺎء ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﻟﻠﻨﺎﺱ ـ ﻭﻗﺪ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ـ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﻣﻨﺎء. ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻴﻬﺎﺕ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﻰ ﻗﻠﺐ ﺗﻨﻜﺮ ﻟﻠﺤﻖ. ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﺴﺘﻄﺮﺩ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﻓﻰ ﻭﺻﻔﻪ٬ ﻟﺘﺴﺮﺏ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺨﻠﺨﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ٬ ﻓﻴﺮﻭﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ: ” ﺛﻢ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻦ ﺭﻓﻊ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﻨﺎﻡُ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻨﻮﻣﺔ ﻓﺘﻨﻘﺒﺾ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻓﻴﻈﻞ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻮﻛﺖ ـ ﻫﻮ ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﻤﻐﺎﻳﺮ ﻛﺎﻟﻨﻘﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ـ ﺛﻢ ﻳﻨﺎﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻨﻮﻣﺔ ﻓﺘﻨﻘﺒﺾ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ٬ ﻓﻴﻈﻞ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﻣﺜﻞ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻤﺠﻞ ـ ﻛﺎﻟﺜﺒﻮﺭ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻰ ﺍﻟﻴﺪ ﻣﺜﻼ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺨﺸﻨﺔ ـ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻓﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﺒﺎﻳﻌﻮﻥ٬ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﺃﺣﺪ ﻳﺆﺩﻯ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ؛ ﺣﺘﻰ ﻳُﻘﺎﻝ : ﺇﻥ ﻓﻰ ﺑﻨﻰ ﻓﻼﻥ ﺭﺟﻼ ﺃﻣﻴﻨﺎ٬ ﻭﺣﺘﻰ ﻳُﻘﺎﻝ ﻟﻠﺮﺟﻞ : ﻣﺎ ﺃﺟﻠﺪﻩ. ﻣﺎ ﺃﻇﺮﻓﻪ. ﻣﺎ ﺃﻋﻘﻠﻪ. ﻭﻣﺎ ﻓﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺣﺒﺔ ﻣﻦ ﺧﺮﺩﻝ ﻣﻦ ﺇﻳﻤﺎﻥ ”. ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﺼﻮﺭ ﺍﻧﺘﺰﺍﻉ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﺨﺎﺋﻨﺔ ﺗﺼﻮﻳﺮﺍ ﻣﺤﺮﺟﺎ ﻓﻬﻰ ﻛﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮﺓ٬ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻣﻨﻬﺎ٬ ﻭﻗﺪ ﺗﺘﺮﻙ ﻣﻦ ﻣﺮﻫﺎ ﺃﺛﺮﺍ ﻻﺫﻋﺎ. ﺑﻴﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺤﻴﻰ ﺿﻤﻴﺮﺍ ﻣﺎﺕ٬ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻳﺰﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﺛﺮﺗﻪ ﻭﺷﻬﻮﺗﻪ٬ ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺘﺮﺙ ﺑﻜﻔﺮ ﺃﻭ ﺇﻳﻤﺎﻥ!؟ ﺇﻥ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺿﺨﻤﺔ٬ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﻬﺎﺯﻳﻞ٬ ﻭﻗﺪ ﺿﺮﺏ ﷲ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﻟﻀﺨﺎﻣﺘﻬﺎ٬ ﻓﺄﺑﺎﻥ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺜﻘﻞ ﻛﺎﻫﻞ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻓﻼ ﻳﻨﺒﻐﻰ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻬﻴﻦ ﺑﻬﺎ٬ ﺃﻭ ﻳﻔﺮﻁ ﻓﻰ ﺣﻘﻬﺎ. ﻗﺎﻝ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ”ﺇﻧﺎ ﻋﺮﺿﻨﺎ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻓﺄﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻠﻨﻬﺎ ﻭﺃﺷﻔﻘﻦ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺣﻤﻠﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻇﻠﻮﻣﺎ ﺟﻬﻮﻻ“. ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﺠﻬﻞ ﺁﻓﺘﺎﻥ ﻋﺮﺿﺘﺎ ﻟﻠﻔﻄﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ٬ ﻭﻋُﻨﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺠﻬﺎﺩﻫﻤﺎ٬ ﻓﻠﻦ ﻳﺨﻠﺺ ﻟﻪ ﺇﻳﻤﺎﻥ٬ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﻧﻘﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ: ”ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﻟﻢ ﻳﻠﺒﺴﻮﺍ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺑﻈﻠﻢ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻟﻬﻢ ﺍﻷﻣﻦ …“. ﻭﻟﻦ ﺗﺨﻠﺺ ﻟﻪ ﺗﻘﻮﻯ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻧَﻘﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﻟﺔ: ”ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺨﺸﻰ ﷲ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎء“. ﻭﻟﺬﻟﻚ ـ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻘﺮﺃ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺣﻤﻠﺖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ـ ﺗﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻏﻠﺒﻬﻢ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﺠﻬﻞ٬ ﺧﺎﻧﻮﺍ ﻭﻧﺎﻓﻘﻮﺍ ﻭﺃﺷﺮﻛﻮﺍ٬ ﻓﺤﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ٬ ﻭﻟﻢ ﺗﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﺇﻻ ﻷﻫﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ : ”ﻟﻴﻌﺬﺏ ﷲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﺎﺕ ﻭﻳﺘﻮﺏ ﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺎﺕ ﻭﻛﺎﻥ ﷲ ﻏﻔﻮﺭﺍ ﺭﺣﻴﻤﺎ”